.................................................................................................
______________________________________________________
الإنسان مباين لسائر أنواع الحيوان من الفرس والبقر وغيرهما ، فلا بد من الاحتياط ولا مجال لجريان البراءة فيها ، فإنها متعارضة في الأنواع ، والمفروض : أن الواجب إطعام نوع خاص لا مطلق الحيوان حتى يقال : إن وجوب إطعامه معلوم تفصيلا وخصوصية النوع مشكوكة ، حيث إن دخل نوع خاص معلوم إجمالا ، فلا تجري فيه البراءة ، كسائر أقسام المتباينين بل يجب فيه الاحتياط.
وبالجملة : فلا فرق في جريان البراءة عقلا ونقلا بين أقسام الأقل والأكثر من الأجزاء الخارجية والتحليلية ؛ إذ المناط في جريانها عدم البيان وقابلية المورد للجعل الشرعي ، والمفروض : وجودهما في جميع أقسام الأقل والأكثر. انتهى ما في «منتهى الدراية ، ج ٦ ، ص ٢٦٧».
ومما ذكره ظهر : ضعف ما في المتن من عدم جريان البراءة مطلقا إلا في المطلق والمشروط ، حيث إنه أجرى فيه البراءة الشرعية دون العقلية.
خلاصة البحث مع رأي المصنف «قدسسره»
يتلخص البحث في أمور :
١ ـ الفرق بين الأجزاء الخارجية والتحليلية : أن الأولى لا تحتاج إلى دقة فكر نظير الأمر بالصلاة مع السورة.
وأما الثانية : فتحتاج إلى إعمال فكر نظير الأنواع والأجناس ، ومحل الكلام هنا هو : المركب من الأجزاء التحليلية ، كما أن المراد بالمركب في المباحث المتقدمة هو : المركب من الأجزاء الخارجية.
وكذا الفرق بينهما من حيث جريان البراءة وعدم جريانها ، حيث قال المصنف في الأجزاء الخارجية بالاحتياط عقلا والبراءة شرعا ، ويقول هنا بعدم جريان البراءة العقلية بالطريق الأولى ، وذلك لعدم توهم انحلال العلم الإجمالي هنا وتوهمه هناك ، وتجري البراءة النقلية في الشك في الشرطية دون دوران الأمر بين العام والخاص أو المطلق والمقيد.
٢ ـ أن كلام المصنف في هذا الأمر الأول ناظر إلى كلام الشيخ الأنصاري وإشكال عليه ، فينبغي عرض ما أفاده الشيخ أولا كي يتضح ما أورده المصنف عليه.