خلاصة البحث مع رأي المصنف «قدسسره»
يتلخص البحث في أمور :
١ ـ بيان ما هو مقتضى القاعدة الأوليّة : وهل حكم العقل مع قطع النظر عن الأخبار العلاجية في المتعارضين.
فيقال : إن مقتضى القاعدة الأوليّة ـ على القول بحجيّة الأمارات من باب الطريقية ـ هو التساقط ، بمعنى : سقوط المتعارضين عن الحجيّة ؛ للعلم الإجمالي بكذب أحدهما.
نعم ؛ يمكن نفي الثالث بهما معا لا بأحدهما ، فلازم التساقط سقوط المتعارضين في المدلول المطابقي ، ونفي الثالث بالحجة الواقعية المعلومة إجمالا.
٢ ـ وأما بناء على حجية الأمارات من باب السببيّة : بمعنى : كون قيام الأمارة على وجوب شيء أو حرمته سببا لحدوث مصلحة أو مفسدة في المؤدى ، مقتضية لجعل ما يناسبها من الوجوب أو الحرمة للمؤدى ، فأحكامها مختلفة من التساقط والتخيير بينهما مطلقا ، والأخذ بمقتضى الحكم الإلزامي.
وأما الصورة الأولى ـ وهي كون الحجة خصوص ما لم يعلم كذبه ـ فحكمها التساقط كحجيّتها على الطريقية.
وأما الصورة الثانية ـ وهي ما إذا كانت حجيّة الأمارة غير منحصرة في خصوص ما لم يعلم كذبه ؛ بأن كانت كل أمارة مقتضية لحدوث مصلحة أو مفسدة في المؤدى ، ففيها صور ثلاث :
٣ ـ الأولى : أن يكون مدلول الأمارتين متضادين ، وحكم هذه الصورة : حكم باب التزاحم من التخيير أو الترجيح بتقديم الأهم على غيره.
الثانية : أن تكون الأمارتان في موضوع واحد ؛ كدلالة أحدهما على وجوب البقاء على تقليد الميت ، والآخر على حرمته ، وكان مؤداهما حكمين إلزاميين كهذا المثال ، والحكم في هذه الصورة : كسابقتها هو التخيير أو تقديم ما هو الأهم على غيره.
الثالثة : أن تكون الأمارتان في موضوع واحد كالصورة الثانية ، وكان مؤدى إحداهما حكما إلزاميا ، ومؤدى الأخرى حكما غير إلزامي ، وحكم هذه الصورة : لزوم الأخذ بالحكم الإلزامي وطرح غيره ؛ لعدم المعارضة بين المقتضي واللامقتضي. هذا تمام الكلام فيما هو مقتضى القاعدة الأوّلية.
٤ ـ وأمّا بناء على وجوب الموافقة الالتزامية ؛ كالموافقة العملية ، فيكون باب