وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ) كصورة (الطَّيْرِ) والكاف اسم بمعنى مثل مفعول (بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي) بإرادتي (وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى) من قبورهم أحياء (بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ) حين هموا بقتلك (إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) المعجزات (فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ) ما (هذا) الذي جئت به (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١١٠) وفي قراءة ساحر أي عيسى (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) أمرتهم على لسانه (أَنْ) أي بأن (آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) عيسى (قالُوا آمَنَّا) بهما (وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) (١١١) اذكر (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ) أي يفعل (رَبُّكَ) وفي قراءة بالفوقانية ونصب ما بعده أي تقدر أن تسأله (أَنْ يُنَزِّلَ
____________________________________
أي الكتابة ، وقوله : (وَالْحِكْمَةَ) أي العلم النافع ، وقوله : (وَالتَّوْراةَ) أي كتاب موسى (وَالْإِنْجِيلَ) كتابه هو ، وهو ناسخ لبعض ما في التوراة ، وهو مكلف بالعمل بما في التوراة ، ما عدا ما نسخه الإنجيل منها ، فيكون العمل بما في الإنجيل. قوله : (كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) تقدم أنه الخفاش. قوله : (الْأَكْمَهَ) هو من خلق من غير بصر.
قوله : (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى) تقدم أنه أحيا سام بن نوح ورجلين وامرأة قيل وجارية ، فيكون جميع من أحياهم خمسة. قوله : (حين هموا) أي اليهود بقتلك ، فرفعتك إلى السماء ، وألقيت شبهك على صاحبهم فقتلوه. قوله : (الذي جئت به) أي ويحتمل أن اسم الإشارة عائد على عيسى مبالغة على حد زيد عدل. قوله : (أمرتهم على لسانه) دفع بذلك ما يقال إن الإيحاء لا يكون إلا للرسل ، والحواريون ليسوا رسلا ، فأجاب بأن المراد بالوحي الأمر على لسان عيسى ، وأجاب غيره بأن المراد بالوحي الإلهام على حد وأوحينا إلى أم موسى. قوله : (أَنْ آمِنُوا) أن تفسيرية بمعنى أي لأنه تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه.
قوله : (إِذْ قالَ) ظرف لمحذوف قدره المفسر بقوله اذكر ، وهو كلام مستأنف لا ارتباط له بما قبله ، لأن المقصود مما تقدم تعداد النعم على عيسى ، والمقصود مما هنا إعلام هذه الأمة بما وقع لأمة عيسى من التعنّت في السؤال وما ترتّب عليه ، وإن كان فيها نعمة لعيسى أيضا ، لكنها غير مقصودة بالذكر. قوله : (الْحَوارِيُّونَ) هم أول من آمن بعيسى. قوله : (أي يفعل) أي فأطلق اللازم وهو الاستطاعة ، وأراد الملزوم وهو الفعل ، ودفع بذلك ما يقال إن الحواريين مؤمنون ، فكيف يشكون في قدرة الله تعالى. وشذ من قال بكفرهم كالزمخشري. قوله : (وفي قراءة) وهي سبعية أيضا. قوله : (ونصب ما بعده) أي على التعظيم. قوله : (أي تقدر أن تسأله) أي فالكلام على حذف مضاف في هذه القراءة الثانية ، والتقدير هل تستطيع سؤال ربك ، وإنما قالوا ذلك خوفا من أن تكون هذه المسألة كسؤال موسى الرؤية فلم تحصل ، وكسؤال قومه الرؤية أيضا فأخذتهم الصاعقة ، وهذه القراءة للكسائي وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بها وتقول جل الحواريون عن كونهم يشكون في قدرة الله تعالى.
قوله : (مائِدَةً) هي ما يبسط على الأرض من المناديل ونحوها ، وأما الخوان فهو ما يوضع على