ذُرِّيَّتِي) أولادي اجعل أئمة (قالَ لا يَنالُ عَهْدِي) بالامامة (الظَّالِمِينَ) (١٢٤) الكافرين منهم دل على أنه ينال غير الظالم (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) الكعبة (مَثابَةً لِلنَّاسِ) مرجعا يثوبون إليه من كل جانب (وَأَمْناً) مأمنا لهم من الظلم والإغارات الواقعة في غيره كان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فلا يهيجه (وَاتَّخِذُوا) أيها الناس (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) هو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت
____________________________________
أجاب بقوله قال له إني جاعلك للناس إماما ، ومن ذلك أن العطايا الربانية تكون بعد التخلي عن الأغيار بالإختبار. قوله : (لِلنَّاسِ) يحتمل أن يكون ظرفا لغوا متعلقا بجاعلك ، ويحتمل أنه حال من إماما لأنه نعت نكرة تقدم عليها وجاعل بمعنى مصير ، فينصب مفعولين الكاف مفعول أول وإماما مفعول ثان قوله : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) هذا كعطف التلقين كما يقال لك سآمرك فتقول وزيدا ومن للتبعيض وتخصيص البعض بذلك لبداهة استحالة إمامة الكل وإن كانوا على الحق. قوله : (اجعل أئمة) أنبياء وملوكا عدولا أو علماء ، وقد اجتمع ذلك في ذريته. قوله : (عَهْدِي) فاعل ينال فهو مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والظالمين مفعوله ، والمعنى أن عهدي لا يدرك الظالمين وقرىء بالعكس شذوذا ، لأنه إذا دار الأمر بين الإسناد للمعنى والذات فالإسناد للمعنى الأولى.
قوله : (وَإِذْ جَعَلْنَا) معطوف على وإذ ابتلى وما قدر هناك يقدر هنا ، وجعل إن كانت بمعنى خلق نصبت مفعولا واحدا وهو البيت ومثابة حال منه وإن كانت بمعنى صير نصبت مفعولين البيت أول ومثابة مفعول ثان ، وللناس جار ومجرور متعلق يجعلنا أو بمحذوف صفة لمثابة. قوله : (الكعبة) أشار بذلك إلى أن أل في البيت للعهد. قوله : (مَثابَةً) يحتمل أن يكون مصدرا ميميا وهو الذي درج عليه المفسر بقوله مرجعا ويحتمل أن يكون ظرف مكان أي محل رجوع يرجع إليه المرة بعد المرة ، أو المراد محل ثواب أي إن من لاذ به حصل له من الثواب ما لا يحصل له في غيره لما ورد ينزل من السماء مائة وعشرون رحمة على البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين وأصل مثابة مثوبة تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. قوله : (وَأَمْناً) إما مصدر باق على مصدريته أو بمعنى اسم الفاعل أو ظرف مكان أي محل أمن وعليه درج المفسر ، وعلى كونه اسم فاعل فالإسناد مجاز أي آمنا من دخله. وخير ما فسرته بالوارد. قال تعالى : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) قوله : (فلا يهيجه) أي لا يزعجه ولا يؤاخذه بما فعل وكان البيت معظما في الجاهلية ففي الإسلام أولى ولذا قال ابن العباس : إن معصيته تضاعف لأنه يشدد على من في الحضرة ما لا يشدد على غيره ، قال بعضهم :
لقد أسرك من يرضيك ظاهره |
|
ولقد أبرك من يعصيك مستترا |
قوله : (وَاتَّخِذُوا) أمر إما معطوف على ما تضمنه قوله مثابة تقديره فتوبوا واتخذوا أو مستأنف مقول لقول محذوف تقديره وقال الله لهم اتخذوا قوله : (أَيُّهَا النَّاسُ) فيه حذف حرف النداء وهذا على قراءة الأمر. قوله : (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) يحتمل أن من تبعيضية أو زائدة في الإثبات على مذهب الأخفش أو بمعنى في كل بعيد والأقرب أنها بمعنى عند ، والسنة سنت أن الصلاة خلفه بأن يكون الحجر بين المصلي والكعبة. قوله : (هو الحجر) ورد أن طوله ذراع وعرضه كذلك ، وقد نزل هو والحجر الأسود مع آدم من الجنة وهما ياقوتتان من يواقيتها ، ولو لا مس الكفار لهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب. قوله : (عند بناء