رَبَّكُمْ) من الشرك (ثُمَّ تُوبُوا) ارجعوا (إِلَيْهِ) بالطاعة (يُرْسِلِ السَّماءَ) المطر وكانوا قد منعوه (عَلَيْكُمْ مِدْراراً) كثير الدرور (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى) مع (قُوَّتِكُمْ) بالمال والولد (وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) (٥٢) مشركين (قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ) برهان على قولك (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ) أي لقولك (وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) (٥٣) (إِنْ) ما (نَقُولُ) في شأنك (إِلَّا اعْتَراكَ) أصابك (بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) فخبلك لسبك إياها فأنت تهذي (قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ) علي (وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (٥٤) به (مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي) احتالوا في هلاكي (جَمِيعاً) أنتم وأوثانكم (ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) (٥٥) تمهلون (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ) زائدة (دَابَّةٍ) نسمة تدب على الأرض (إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه وخص الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ
____________________________________
غير. قوله : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أجهلتم وعميتم فلا تعقلون.
قوله : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) أي من كل ذنب مضى ، وقوله : (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) أي أقلعوا واعزموا على عدم الرجوع في المستقبل. قوله : (وكانوا قد منعوه) أي ثلاث سنين. قوله : (مِدْراراً) حال من السماء ، أي كثيرة النزول والتتابع. قوله : (كثير الدرور) أي فيقال : دريدر درا ودرورا ، فهو مدرار. قوله : (بالمال والولد) أي وكانت قد عقمت نساؤهم ثلاثين سنة لم تلد.
قوله : (قالُوا يا هُودُ) أي استهزاء وعنادا. قوله : (بِبَيِّنَةٍ) أي معجزة ، وكانت معجزته التي قامت بها الحجة عليهم ، ما يأتي في قوله : (فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) فعصمته منهم هي معجزته ، وكذا معجزة نوح التي قامت بها الحجة عليهم هي قوله : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) الآية ، وأما الريح والطوفان ، وإن كان كل معجزة فيهم هلاكهم ، لا إقامة الحجة عليهم. قوله : (برهان) أي دليل واضح على صحته. قوله : (أي لقولك) أشار بذلك إلى أن عن بمعنى لام التعليل. قوله : (إِنْ نَقُولُ) أي في شأنك. قوله : (فخبلك) أي أفسد عقلك. قوله : (لسبك) علة لقوله فخبلك. قوله : (فأنت تهذي) أي تتكلم بالهذيان ، وهو الكلام الساقط الذي لا معنى له.
قوله : (أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) أي خالص ومتبرىء من جميع ما تشركونه مع الله. قوله : (فَكِيدُونِي) بإثبات الياء وصلا ووقفا هنا لجميع القراء ، والتي في المرسلات بحذفها لجميعهم ، وأما التي في الأعراف فمن ياءات الزوائد ، فتحذف وقفا ، ويجوز حذفها وإثباتها في الوصل. قوله : (ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) أي لا تؤخرون حتى آتي بشيء يحفظني من قراءة أو سلاح أو غير ذلك ، وهذا من شده وثوقه بربه واعتماده عليه.
قوله : (إِنِّي تَوَكَّلْتُ) أي فوضت أموري إليه واعتمذت عليه. قوله : (رَبِّي وَرَبِّكُمْ) هذا تبكيت عليهم. قوله : (فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه) أي وأنتم من جملة الدواب ، فليس لكم تأثير في شيء