بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة يوسف
مكيّة
وآياتها إحدى عشرة ومائة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر) الله أعلم بمراده بذلك (تِلْكَ) هذه الآيات (آياتُ الْكِتابِ) القرآن ، والإضافة بمعنى من (الْمُبِينِ) (١) المظهر للحق من الباطل (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) بلغة العرب (لَعَلَّكُمْ) يا أهل مكة (تَعْقِلُونَ) (٢) تفهمون معانيه (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ)
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة يوسف
مكية وهي مائة وإحدى عشرة آية
مناسبة هذه السورة لما قبلها ، جمع قصص الأنبياء ، فإن ما قبلها ذكر فيها سبع قصص للأنبياء ، وهذا من محاسن قصص الأنبياء ، وأيضا ليتسلى النبي صلىاللهعليهوسلم بما وقع للأنبياء من أذى الأقارب والأباعد ، على ما وقع له من أذى قومه الأقارب والأباعد ، وحكمة قص القصص عليه ، ليتأسى بهم ويتعلق بأخلاقهم ، فيكون جامعا لكمالات الأنبياء. وسبب نزول هذه السورة ، أن اليهود سألت النبي صلىاللهعليهوسلم وقالوا : حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف ، وهذه السورة فيها من الفوائد الشريفة والحكم المنيفة ، ما لا يدخل تحت حصر ، ولذا قال خالد بن معدان : سورة يوسف وسورة مريم ، تتفكه بهما أهل الجنة في الجنة ، وقال عطاء : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها. قوله : (مكية) خبر أول عن سورة ، وقوله : (مائة) إلخ ، خبر ثان.
قوله : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) مبتدأ وخبر ، وأشير إليها بإشارة البعيد ، إشارة لبعد رتبتها عن كلام الحوادث وعلو شأنها. قوله : (هذه الآيات) أي آيات هذه السورة. قوله : (المظهر للحق) أي فهو مأخوذ من أبان المتعدي ، ويصح أخذه من اللازم ، ويكون المعنى البين حلاله وحرامه.
قوله : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) أي نحن بعظمتنا وجلالنا. قوله : (عَرَبِيًّا) نعت للقرآن ، والعربي منسوب للعرب لكونه نزل بلغتهم ، والمعنى أن القرآن نزل بلغة العرب ، فليس فيه شيء غير عربي. فإن قلت : قد ورد في شيء غير عربي ، كسجيل ومشكاة واستبرق وغير ذلك. أجيب : بأن هذا مما توافقت فيه اللغات ،