توجد (فِتْنَةٌ) شرك (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) وحده ولا يعبد غيره (فَإِنِ انْتَهَوْا) عن الكفر (فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٣٩) فيجازيهم به (وَإِنْ تَوَلَّوْا) عن الإيمان (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ) ناصركم ومتولي أموركم (نِعْمَ الْمَوْلى) هو (وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٤٠) أي الناصر لكم (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) أخذتم من الكفار قهرا (مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) يأمر فيه بما يشاء (وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) قرابة النبي صلىاللهعليهوسلم من بني هاشم وبني المطلب (وَالْيَتامى) أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء (وَالْمَساكِينِ) ذوي الحاجة من المسلمين (وَابْنِ السَّبِيلِ) المنقطع في سفره من
____________________________________
العام ، وأما أمة محمد صلىاللهعليهوسلم فمحفوظة منه. وأجيب : بأن التشبيه في مطلق هلاك ، وإن كان ما سبق عاما وهذا خاص ، والأقرب أن يراد بالأولين من سبق قبلهم من أولاد عمهم وأقاربهم ممن قتل ببدر ، وجملة (فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) تعليل لمحذوف ولا يصلح للجواب ، وتقدير الجواب : إن يعودوا نهلكهم كما أهلكنا الأولين.
قوله : (وَقاتِلُوهُمْ) أي الكفار مطلقا ، مشركين أو غيرهم. قوله : (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) أي شوكة لأهل الشرك ، أي بأن ينقرضوا رأسا ، أو بدخولهم في الإسلام ، أو بأن يؤدوا الجزية بدليل قوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) إلى أن قال : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) فالمكلف به مأخوذ من مجموع الآيتين. قوله : (توجد) أشار بذلك إلى أن كان تامة و (فِتْنَةٌ) بالرفع فاعلها. قوله : (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ يَكُونَ) ناقصة و (الدِّينُ) اسمها و (لِلَّهِ) متعلق بمحذوف خبرها. قوله : (بِما يَعْمَلُونَ) القراء السبعة على الياء التحتية ، وقرأ يعقوب من العشرة بالتاء الفوقية. قوله : (فيجازيهم به) أي بالذي تعملونه من خير وشر. قوله : (وَإِنْ تَوَلَّوْا) أي اعرضوا ولم يمتثلوا. قوله : (نِعْمَ الْمَوْلى) هذا ثناء من الله على نفسه ، فهو حمد قديم لقديم ، والمعنى أن الله ينصر العبد ويشكره ولا يضيعه ، بخلاف الناصر من الخلق ، ينصر ويمنّ بذلك النصر. قوله : (هو) أشار بذلك إلى أن المخصوص بالمدح محذوف.
قوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) تقدم أن الحق أن هذه الآية مفصلة لآية : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) قوله : (مِنْ شَيْءٍ) بيان لما ونكرة ليشمل الجليل والحقير ، والشريف والوضيع. قوله : (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) بفتح الهمزة خبر لمحذوف ، والتقدير فحكمه أن خمسه لله. قوله : (يأمر فيه بما يشاء) أي فالخمس يقسم ستة أقسام : قسم لله يصرف في الكعبة ، والخمسة أقسام : للنبي ، ولآله ، واليتامى ، والمساكين ، وابن السبيل ، وبذلك قال بعض الأئمة غير الأربعة ، وقال الأربعة : إنه يقسم خمسة أقسام فقط للخمسة المذكورين ، وذكر الله للتعظيم ، وهذا ما كان في زمنه ، وأما بعد وفاته ، فالخمس الذي كان يأخذه النبي يوضع في بيت المال ، يصرف في مصالح المسلمين ، وهو كواحد منهم ، وبهذا قال الشافعي ، وقال مالك : النظر فيه للإمام ، وقال أبو حنيفة : سقط سهمه وسهم القربى بوفاته ، وصار الكل للثلاثة فقط. قوله : (من بني هاشم وبني المطلب) هذا مذهب الشافعي ، وعند مالك : الآل بنو هاشم فقط ، وعند أبي حنيفة فرق خمسة : آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس ، وآل الحرث.
قوله : (وَالْمَساكِينِ) المراد بهم ما يشمل الفقراء. قوله : (المنقطع في سفره) أي المحتاج ولو غنيا