المسلمين أي يستحقه النبي صلىاللهعليهوسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس والأخماس الأربعة الباقية للغانمين (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ) فاعلموا ذلك (وَما) عطف علي بالله (أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا) محمد صلىاللهعليهوسلم من الملائكة والآيات (يَوْمَ الْفُرْقانِ) أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) المسلمون والكفار (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤١) ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم (إِذْ) بدل من يوم (أَنْتُمْ) كائنون (بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا) القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها جانب الوادي (وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى) البعدى منها (وَالرَّكْبُ) العير كائنون بمكان (أَسْفَلَ مِنْكُمْ) مما يلي البحر (وَلَوْ تَواعَدْتُمْ) أنتم والنفير للقتال (لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ) جمعكم بغير ميعاد (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) في علمه وهو نصر الإسلام ومحق الكفر فعل ذلك (لِيَهْلِكَ) يكفر (مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ) أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير (وَيَحْيى) يؤمن (مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٤٢) اذكر
____________________________________
ببلده. قوله : (أي يستحقه النبي) إنما لم يقل الله ، و (النبى) إشار إلى أن ذكر اسم الله للتعظيم والتبرك ، كما هو التحقيق. قوله : (من أن لكل) أي من الأصناف الخمسة. قوله : (والأخماس الأربعة) بيان لمفهوم قوله خمسة. قوله : (فاعلموا ذلك) أشار بذلك إلى أن جواب الشرط محذوف ، لدلالة ما قبله عليه ، والمراد علم ذلك مع العمل بمقتضاه ، لأن العلم المجرد لا ثمرة له. قوله : (عطف على بالله) أي على مدخول الباء ، وهو لفظ الجلالة. قوله : (من الملائكة) إلخ بيان لما. قوله : (الفارق بين الحق) أي بظهوره واتضاحه. وقوله : (والباطل) أي بخموده وذهابه. قوله : (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) بدل من يوم الأول.
قوله : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) كالتذييل والتدليل لما قبله. قوله : (بدل من يوم) أي الثاني بدل اشتمال. قوله : (بضم العين وكسرها) أي فهما قراءتان سبعيتان ، والعدوة الشاطىء والشفير والجانب ، سميت بذلك لأن السيل يعدوها ويتجاوزها لعلوها عن الوادي ، والمعنى أنتم بالجانب القريب من المدينة ، وهم بالجانب الآخر ، وبينهما مقدار الرامي. قوله : (كائنون بمكان) (أَسْفَلَ مِنْكُمْ) أشار المفسر إلى أن (الرَّكْبُ) مبتدأ خبره محذوف وقوله : (أَسْفَلَ) ظرف صفة لمحذوف ، والمعنى أن (الرَّكْبُ) في مكان (أَسْفَلَ مِنْكُمْ) بحيث لو استغاثوا بقومهم لأغاثوهم.
قوله : (وَلَوْ تَواعَدْتُمْ) أي أعلم كل منكم الآخر بالخروج للقتال. قوله : (لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ) أي لأمكن اختلافكم في التواعد ، بمعنى انكم لم توفوا بذلك ، بل قد تتخلفون عن الخروج. قوله : (لِيَهْلِكَ) علة لمحذوف قدره المفسر بقوله : (فعل ذلك) وهو جمعهم بغير ميعاد ، وإخراجهم بغير تأهل. قوله : (يكفر) أي يستمر على كفره. قوله : (أي بعد حجة) أشار بذلك إلى أن (عَنْ) بمعنى بعد ، على حد قوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) ، والمعنى أنه لم يبق لهم عذر في عدم إيمانهم ، بل صار كفرهم عنادا. قوله : (وَيَحْيى) أي يستمر على الحياة وهي الإيمان. قوله : (مَنْ حَيَ) بالفك والإدغام ، قراءتان سبعيتان. قوله : (وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ) أي بأقوالكم (عَلِيمٌ) بأحوالكم فيجازيكم عليها. قوله :