بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة التّوبة
مدنيّة أو إلا الآيتين آخرها. وهي مائة وثلاثون أو إلا آية
ولم تكتب فيها البسملة لأنه صلىاللهعليهوسلم لم يأمر بذلك كما يؤخذ من حديث رواه الحاكم وأخرج في معناه عن علي أن البسملة أمان وهي نزلت لرفع الأمن بالسيف وعن حذيفة إنكم تسمونها سورة
____________________________________
سورة التوبة
مدنية أو إلا الآيتين آخرها. وهي مائة وثلاثون أو إلا آية
مبتدأ ، و (مدنية) خبر أول. و (مائة) إلخ ، خبر ثان. قوله : (أو إلا الآيتين) إشارة إلى قول آخر. قوله : (آخرها) حال من آيتين ، وأولهما (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ) فعلى أنهما مكيتان يكون معنى قوله : (فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) اكتف بالله واترك قتالهم ، ويكون منسوخا بآية السيف ، وعلى أنهما مدنيتان ، يكون المعنى : كن مستعينا بالله واثقا به في قتالهم ولا نسخ ، وهذه السورة من آخر القرآن نزولا ، لأنها نزلت بعد عزة الإسلام وانتشاره. قوله : (ولم تكتب فيها البسملة) إلخ ، جواب عما يقال : إن كل سورة مبتدأ بالبسملة إلا هذه السورة ، فما الحكمة في ذلك ، فأجاب : بأن رسول الله لم يأمر بذلك ، أي لكونه لم ينزل عليه وحي بها ، وهذا أصح الأقوال ، ولذا صدر به المفسر. وحاصل الخلاف في حكمة عدم الإتيان بالبسملة خمسة أقوال : أولها : ما قاله المفسر ، الثاني : أنه سئل عثمان عن ذلك ، فأجاب بأنه ظن أنها مع الأنفال سورة ، لأن قصتها تشبه قصتها ، فعلى هذا القول تكون مع الأنفال تمام السبع الطوال. الثالث : أنها نزلت لنقض عهد الكفار وفضيحة المنافقين ، فهي سورة عذاب ، والبسملة رحمة ، ولا تجتمع رحمة مع عذاب ، وتسمى أيضا الفاضحة ، لفضيحة المنافقين بها ، وسورة العذاب ، وسورة التوبة ، لاشتمالها على ذكرها ، وغير ذلك من أسمائها. الرابع : تركت البسملة لاختلاف الصحابة في أن الأنفال وبراءة سورة واحدة أو سورتان. فتركت البسملة لقول من قال : هما سورة واحدة ، وتركت بينهما فرجة لقول من قال : هما سورتان. الخامس : أن ذلك على عادة العرب في الجاهلية ، إذا كان بينهم وبين قوم عهد فأرادوا نقضه ، كتبوا إليهم كتابا ، ولم يكتبوا فيه البسملة ، وهذه السورة نزلت لنقض عهود المشركين فلم تكتب فيها ، ثم اختلف العلماء في ابتداء تلك السورة بها ، فقال ابن حجر من الشافعية بالحرمة ، وقال الرملي بالكراهة ، وفي الأثناء يكره عند الأول ، ويجوز عند الثاني ، ومذهب مالك كذلك ، وقد أشار لذلك صاحب الشاطبية بقوله :
ومهما تصلها أو بدأت براءة |
|
لتنزيلها بالسيف لست مبسملا |
ولا بد منها في ابتدائك سورة |
|
سواها وفي الأجزاء خير من تلا |