لا يَعْلَمُونَ) (٩٣) تقدم مثله (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ) في التخلف (إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) من الغزو (قُلْ) لهم (لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) نصدقكم (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ) أي أخبرنا بأحوالكم (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ) بالبعث (إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي الله (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٩٤) فيجازيكم عليه (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ) رجعتم (إِلَيْهِمْ) من تبوك وأنهم معذورون في التخلف (لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ) بترك المعاتبة (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ) قذر لخبث باطنهم (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٩٥) (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٩٦) أي عنهم ولا ينفع رضاكم مع سخط الله (الْأَعْرابُ) أهل البدو (أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً) من أهل المدن لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع القرآن (وَأَجْدَرُ) أولى (أَلَّا) أي بأن (يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ) من الأحكام والشرائع (وَاللهُ عَلِيمٌ) بخلقه (حَكِيمٌ) (٩٧) في صنعه بهم (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ) في سبيل الله (مَغْرَماً) غرامة وخسرانا لأنه لا يرجو ثوابه بل ينفقه خوفا وهم بنو أسد وغطفان (وَيَتَرَبَّصُ) ينتظر (بِكُمُ الدَّوائِرَ) دوائر الزمان أن تنقلب عليكم فيتخلصوا (عَلَيْهِمْ
____________________________________
حال مقدرة. قوله : (تقدم مثله) أي فأذكره هنا للتأكيد ، وعبر هنا بالعلم ، وهناك بالفقه ، إشارة إلى أن معناهما واحد ، إذ الفقه هو العلم ، والعمل هو الفقه. قوله : (يَعْتَذِرُونَ) أي المتخلفون بالباطل والأكاذيب ، استئناف لبيان اعتذارهم عند العود إليهم ، روي أنهم كانوا بضعة وثمانين رجلا ، فلما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاؤوا يعتذرون إليه وإلى أصحابه بالباطل. قوله : (قُلْ لا تَعْتَذِرُوا) أي جوابا لهم. قوله : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) تعليل للنهي ، وقوله : (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ) علة للعلة.
قوله : (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ) أي السيىء ، ومفعول يرى الثاني محذوف تقديره مستمرا ، والمعنى سيظهر تعلق علمه بأعمالكم لعباده. قوله : (أي الله) أشار بذلك إلى أنه إظهار في موضع الإضمار ، زيادة في التشديد عليهم. قوله : (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي بعملكم أو بالذي كنتم تعملونه. قوله : (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ) تأكيد لعذرهم بالكذب. قوله : (إنهم معذورون في التخلف) هذا هو المحلوف عليه. قوله : (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ) أي غير راضين بفعلهم. قوله : (إِنَّهُمْ رِجْسٌ) علة لقوله : (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ). قوله : (فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ) شرط ، حذف جوابه لدلالة قوله : (فإنّ الله لا يرضى) الخ ، أشار المفسر بقوله : (ولا ينفع رضاكم) إلخ. قوله : (أي عنهم) أشار بذلك إلى أن المقام للإضمار ، زيادة في التشنيع والتقبيح عليهم بحيث وصفهم بالخروج عن الطاعة.
قوله : (الْأَعْرابُ) أي جنسهم ، وهو اسم جمع ، لا جمع عرب ، لئلا يلزم عليه كون الجمع أخص من مفرده ، فإن الأعراب سكان البوادي ، والعرب المتكلمون باللغة العربية سكنوا البوادي أم لا. قوله : (لجفائهم) علة لقوله : (أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً). قوله : (من الأحكام والشرائع) بيان للحدود. قوله : (لأنه لا يرجو ثوابه) أي لعدم إيمانه بالآخرة ، وهو تعليل للاتخاذ المذكور قوله : (وَيَتَرَبَّصُ) عطف على (يَتَّخِذُ). قوله : (الدَّوائِرَ) جمع دائرة ، وهي ما يحيط بالإنسان من المصائب. قوله : (فيتخلصوا) أي