بمحمد صلىاللهعليهوآله.
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « من آمن بي وصدّقني ، فقد رعاها حقّ رعايتها ، ومن لم يؤمن بي فأولئك هم الهالكون » (١) .
﴿فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ برسالة محمد صلىاللهعليهوآله ﴿مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ﴾ الذي يليق بهم على رهبانيتهم وإيمانهم بالرسول ، وهو المغفرة والجنّة والرضوان ﴿وَ﴾ الأسف أنّه ﴿كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ وهم الذين ابتدعوها ثمّ ضيّعوها ، وكفروا بمحمد صلىاللهعليهوآله ﴿فاسِقُونَ﴾ وخارجون عن حدّ الاتّباع والعقل.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ
يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو
الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٨) و (٢٩)﴾
ثمّ لمّا ذكر سبحانه أنّ الذين آمنوا من أتباع عيسى عليهالسلام بمحمد صلىاللهعليهوآله اتوا أجرهم وكثير منهم لم يؤمنوا ، دعاهم سبحانه إلى الايمان به بقوله : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بعيسى وسائر الرسل ﴿اتَّقُوا اللهَ﴾ واحذروا عقابه ﴿وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ﴾ النبي الامّي ﴿يُؤْتِكُمْ﴾ الله بإزاء إيمانكم بسائر الرسل وبمحمد صلىاللهعليهوآله ﴿كِفْلَيْنِ﴾ ونصيبين من الأجر ﴿مِنْ رَحْمَتِهِ﴾ وفضله وجوده ﴿وَيَجْعَلْ لَكُمْ﴾ يوم القيامة ﴿نُوراً﴾ من بين أيديكم وأيمانكم ﴿تَمْشُونَ بِهِ﴾ في ظلمات العرصة إلى الجنّة ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ جميع ذنوبكم التي ارتكبتموها في حياتكم الدنيا ﴿وَاللهُ غَفُورٌ﴾ للذنوب ﴿رَحِيمٌ﴾ بعباده المؤمنين.
عن ابن عباس : أنّه نزل في قوم جاءوا من اليمن من أهل الكتاب إلى الرسول صلىاللهعليهوآله وأسلموا ، فجعل الله لهم أجرين (٢) .
روي أنّ أهل الكتاب افتخروا بذلك على المسلمين (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام ﴿كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ،﴾ قال : « الحسن والحسين عليهماالسلام و﴿نُوراً تَمْشُونَ بِهِ﴾ يعني إماما تاتمّون به » (٤) وفي رواية ، قال : « والنور علي » (٥) .
ثمّ أنّه تعالى بعد دعوة أهل الكتاب بالايمان بنبيه محمد صلىاللهعليهوآله ، وكانوا يدّعون أنّ النبوة والرسالة
__________________
(١) مجمع البيان ٩ : ٣٦٦ ، تفسير الصافي ٥ : ١٤٠ ، تفسير روح البيان ٩ : ٣٨٢.
(٢) تفسير الرازي ٢٩ : ٢٤٧.
(٣) تفسير أبي السعود ٨ : ٢١٤ ، تفسير روح البيان ٩ : ٣٨٧.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٣٥٢ ، الكافي ١ : ٣٥٦ / ٨٦ ، تفسير الصافي ٥ : ١٤٠.
(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٨١ ، تفسير الصافي ٥ : ١٤٠.