الباقية إلى الأصناف الأربعة من بني هاشم (١) .
وعن أمير المؤمنين : « نحن والله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه وبنبيه صلىاللهعليهوآله فقال : ﴿ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ منّا خاصة ، ولم يجعل لنا سهما في الصدقة ، كرّم الله نبيّه صلىاللهعليهوآله وأكرمنا من أوساخ أيدي الناس » (٢) .
وعن السجّاد عليهالسلام قال : « قرباؤنا ، ومساكيننا ، وأبناء سبيلنا » (٣) .
ثمّ ذكر سبحانه علّة اختصاص الفيء بهذه الأصناف المعينة في الآية بقوله : ﴿كَيْ لا يَكُونَ﴾ الفيء الذي حقّه أن يكون للرسول صلىاللهعليهوآله وفقراء أقربائه ﴿دُولَةً﴾ وشيئا متداولا ودائرا ﴿بَيْنَ الْأَغْنِياءِ﴾ وذوي الثروة ﴿مِنْكُمْ﴾ أيّها الناس يتكاثرون به ، كما كان يتداول بين الأغنياء في الجاهلية ، وينتقل من غنيّ إلى غنيّ ، ويحرم منه الفقراء ﴿وَما آتاكُمُ﴾ وأعطاكم ﴿الرَّسُولُ﴾ من الأمر فيئا كان أو حكما ﴿فَخُذُوهُ﴾ واقبلوا منه ﴿وَما نَهاكُمْ﴾ وردعكم ﴿عَنْهُ﴾ من إتيان عمل أو التصرف في مال ﴿فَانْتَهُوا﴾ وارتدعوا عنه ﴿وَاتَّقُوا اللهَ﴾ في مخالفته رسوله ﴿إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ فيعاقب من خالفه وعصاه.
عن الصادق عليهالسلام : « أنّ الله عزوجل أدّب رسوله حتّى قوّمه على ما أراد ، ثمّ فوّض إليه ، فقال : ﴿ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ فما فوّض الله إلى رسوله فقد فوّضه إلينا » (٤) .
وفي رواية : « فوّض إلى نبيه أمر خلقه ، لينظر كيف طاعتهم » ثمّ تلا هذه الآية (٥) .
وعن ابن مسعود : أنّه رأى رجلا محرما وعليه ثيابه ، فقال : انزع هذا عنك. فقال الرجل : اقرأ بهذا عليّ آية من كتاب الله. قال : نعم ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(٦) .
﴿لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ
اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)﴾
ثمّ بيّن سبحانه على ما قيل الأصناف الثلاثة الأخيرة في الآية في خصوص فيء بني النّضير (٧) بقوله تعالى : ﴿لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ﴾ من مكّة إلى المدينة ، ومن دار الحرب إلى دار السّلام ، ثمّ وصفهم
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٩ : ٢٨٥.
(٢) الكافي ١ : ٤٥٣ / ١ ، تفسير الصافي ٥ : ١٥٥.
(٣) مجمع البيان ٩ : ٣٩١ ، تفسير الصافي ٥ : ١٥٦.
(٤) الكافي ١ : ٢١٠ / ٩ ، تفسير الصافي ٥ : ١٥٦.
(٥) الكافي ١ : ٢٠٨ و٢٠٩ / ٣ و٥ ، تفسير الصافي ٥ : ١٥٦.
(٦) تفسير روح البيان ٩ : ٤٢٩.
(٧) تفسير البيضاوي ٢ : ٤٨١ ، تفسير روح البيان ٩ : ٤٣٠.