سنة ، ولكن الملائكة يصعدون إليها في ساعة قليلة.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام وقد ذكر النبي صلىاللهعليهوآله قال : « اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر ، وعرج به إلى ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقلّ من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش » (١) .
وروى القمّي عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « تعرج الملائكة والروح في صبح ليلة [ القدر ] إليه من عند النبيّ والوصي » (٢) .
﴿فَاصْبِرْ﴾ يا محمد ، على استهزاء قومك وأذاهم ﴿صَبْراً جَمِيلاً﴾ حسنا لا جزع فيه ولا شكوى إلى غير الله مع انتظار الفرج بلا استعجال ، ولا تدع على قومك لاستهزائهم بوعدك إيّاهم العذاب ﴿إِنَّهُمْ﴾ لجهلهم وحماقتهم ﴿يَرَوْنَهُ﴾ ويزعمونه ﴿بَعِيداً﴾ عن إمكان الوقوع ويحيلونه ، لاستبعادهم إحياء العظام الرميم ثانيا حتى يمكن لهم التألّم بالعذاب ﴿وَ﴾ نحن ﴿نَراهُ﴾ ونعلمه ﴿قَرِيباً﴾ من الوقوع لإمكان إعادة خلقهم وقدرتنا عليه واستحقاقهم للعذاب.
وقيل : إنّهم يرون الموت والبعث بعيدا لبعد آمالهم ، ونراه قريبا لأنّ كلّ آت قريب (٣) .
وأمّا وقوعه فانّه ﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ﴾ في اللون ﴿كَالْمُهْلِ﴾ وخبث الحديد المذاب ، أو الفضّة المذابة كما عن ابن مسعود (٤) ، أو كالقير والقطران في سوادهما (٥) ، أو كدرديّ الزيت (٦) في سيلانه على مهل لثخانته (٧) ﴿وَتَكُونُ الْجِبالُ﴾ كلّها في سيرورتها ألوانا مختلفة ﴿كَالْعِهْنِ﴾ والصوف المصبوغ ، لاختلاف ألوان الجبال منها بيض ومنها حمر ، ﴿وَ﴾ منها غرابيب سود.
ثمّ لكثرة أهوال اليوم ﴿لا يَسْئَلُ حَمِيمٌ﴾ وقريب ﴿حَمِيماً﴾ وقريبا عن حاله ولا يكلّمه ، لاشتغال كلّ بنفسه ، فكيف الأجانب ؟
﴿يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصاحِبَتِهِ
وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلاَّ إِنَّها
لَظى * نَزَّاعَةً لِلشَّوى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعى (١١) و (١٨)﴾
__________________
(١) الاحتجاج : ٢٢٠ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٢٥.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٣٨٦ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٢٥.
(٣) تفسير روح البيان ١٠ : ١٥٩.
(٤) تفسير الرازي ٣٠ : ١٢٥ ، تفسير روح البيان ١٠ : ١٥٩.
(٥) تفسير روح البيان ١٠ : ١٥٩.
(٦) درديّ الزيت : مارسب أسفله.
(٧) تفسير روح البيان ١٠ : ١٥٩.