المؤمنين عليهالسلام يقول : ما لله عزوجل آية أكبر منّي ، وما لله نبأ أعظم منّي » (١) .
وعن الرضا عليهالسلام أنّه سئل عنه قال : « قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ما لله نبأ أعظم منّي ، وما لله آية أكبر منّي ، وقد عرض فضلي على الامم الماضية على اختلاف ألسنتهم فلم تقرّ لفظلي » (٢) .
وعن أبيه [ عن آبائه ] عن الحسين بن عليّ : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ : يا علي ، أنت حجّة الله ، وأنت باب الله ، وأنت الطريق إلى الله ، وأنت النبأ العظيم » (٣) .
وروي العلامة رحمهالله في ( نهج الحق ) عن العامة تأويله بأمير المؤمنين عليهالسلام (٤) أيضا.
أقول : هذه الروايات لا تنافي إرادة الله ظاهر الآية ، وإن انطبق عنوان النبأ العظيم على أمير المؤمنين عليهالسلام أيضا.
﴿كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٤) و (٥)﴾
ثمّ ردع سبحانه الكفّار عن الاختلاف في المعاد بقوله : ﴿كَلَّا﴾ ليس الأمر كما يقوله الكفّار في يوم القيامة ، فإنّهم ﴿سَيَعْلَمُونَ﴾ أنّه حقّ واقع لا محالة.
وقيل : إنّ ﴿كَلَّا﴾ هنا بمعنى حقّا (٥) .
ثمّ كرّر سبحانه الرّدع وأبلغ فيه بكلمة ﴿ثُمَ﴾ بقوله : ﴿ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ أنّه واقع لا دافع له ، فلا مجال للشكّ فيه ، ولا للتساؤل عنه لوضوحه.
وقيل : يعني كلّا سيعلمون حقيته عند النّزع ، ثمّ سيعلمون به يوم القيامة ، أو سيعلمون حين البعث من القبور بالقيامة والحشر والحساب (٦) . ثمّ سيعلمون بالعذاب على التكذيب ، أو سيعلمون ما الله فاعل بهم ثمّ سيعلمون أنّ الأمر ليس كما يتوهّمون من أنّ الله غير باعثهم ، أو سيعلمون بما نزل بهم في الدنيا من العذاب وسيعلمون بما ينالهم في الآخرة ، أو سيعلمون الكفّار سوء عاقبة تكذيبهم وسيعلمون المؤمنون حسن عاقبة تصديقهم (٧) .
وهذا التفسير أبعد من الكلّ ، لظهور الآيتين في غاية التهديد والتشديد ، والسين. في الفعلين للتقريب والتأكيد.
﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً * وَالْجِبالَ أَوْتاداً * وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً * وَجَعَلْنا
__________________
(١) الكافي ١ : ١٦١ / ٣ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٧٣.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٤٠١ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٧٣.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٦ / ١٣ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٧٣.
(٤) نهج الحق : ٢١١.
(٥) تفسير الرازي ٣١ : ٥.
(٦) تفسير روح البيان ١٠ : ٢٩٣.
(٧) تفسير الرازي ٣١ : ٥.