وعن الباقر عليهالسلام في تأويله « الذكر أمير المؤمنين عليهالسلام ، والانثى فاطمة » (١) .
ثمّ ذكر سبحانه المقسم عليه بقوله : ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ﴾ وأعمالكم أيّها الناس في الدنيا ﴿لَشَتَّى﴾ ومتفرّقات في الحسن والقبح ، والخير والشّر ، والعقاب والثواب.
﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى * وَأَمَّا مَنْ
بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى * وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ
إِذا تَرَدَّى (٥) و (١١)﴾
ثمّ بين سبحانه ما هو المقصود من اختلاف الأعمال وفضله بقوله : ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطى﴾ المال وأنفقه في سبيل الله ووجوه البرّ ، أو أعطى حقوق الله من الأعمال الواجبة ﴿وَاتَّقى﴾ الله بترك المحرمات واحتراز الشهوات ﴿وَصَدَّقَ﴾ عن صميم القلب ﴿بِالْحُسْنى﴾ والكلمة المرضية عند الله من الإقرار بالتوحيد والرسالة والمعاد ، أو بالملّة والشريعة الحسنة ، وهو دين الاسلام.
وعن الصادق عليهالسلام قال : « بالولاية » (٢) .
﴿فَسَنُيَسِّرُهُ﴾ ونوفّقه ﴿لِلْيُسْرى﴾ والأعمال المؤدّية إلى الجنة والراحة الأبدية ، ونسهّلها عليه حتى يكون أيسر الأمور عليه وقيل : إن المراد باليسرى الجنة والراحة (٣) ، والمعنى : نهيئه لدخول الجنة بسهولة.
﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ بماله وامتنع من صرفه في سبيل الله ، أو امتنع من أداء حقوق الله وصرف قواه في طاعته ، ﴿وَاسْتَغْنى﴾ بالشهوات الدنيوية عن النعم الاخروية ولم يرغب في ثواب الله ، كأنّه مستغن عنه ، ولم يتّق من المعاصي ﴿وَكَذَّبَ﴾ قولا وعملا ﴿بِالْحُسْنى﴾ بأحد المعاني السابقة ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ﴾ ونهيئه ﴿لِلْعُسْرى﴾ والخصلة المؤدّية إلى ما فيه المشقة والشدة من النار والهوان والعذاب بتثقيل الطاعة عليه وإيكاله إلى نفسه الأمّارة بكلّ سوء وشرّ ﴿وَما يُغْنِي عَنْهُ﴾ ولا يكفي في نجاته من العذاب ﴿مالُهُ﴾ الذي جمعه في الدنيا وبخل به عن صرفه في سبيل الله ﴿إِذا تَرَدَّى﴾ وهلك هلاكا أبديا ، أو سقط في قعر جهنّم ، أو في حفيرة وقبره.
وقيل : إن كلمة ﴿ما﴾ في قوله : ﴿ما يُغْنِي﴾ للاستفهام الانكاري ، والمعنى : أي شيء يغني عنه ماله مع أنّه يبقى لوارثه ، ولم يصحب منه شيئا في الآخرة (٤) .
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٢٠ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٣٦.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٤٢٦ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٣٧.
(٣) تفسير روح البيان ١٠ : ٤٤٨.
(٤) تفسير الرازي ٣١ : ٢٠١.