يُعْطِيكَ ﴾ » (١) الآية.
وروى بعض العامة عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنّ هذا هو الشفاعة في الامة » (٢) وروي أيضا عن ابن عباس (٣) .
وروي أنّه صلىاللهعليهوآله لمّا نزلت هذه الآية قال : « إذا لا أرضى وواحد من امّتي في النار » (٤) .
وروى بعض العامة عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : « رضا جدي أن لا يدخل في النار موحّد » (٥).
ورووا عن الباقر عليهالسلام : « أهل القرآن يقولون : أرجى آية في كتاب الله ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ﴾(٦) وإنا أهل البيت نقول : أرجى آية قوله : ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ والله إنّها الشفاعة ، ليعطاها في أهل لا إله إلّا الله حتّى يقول : رضيت » (٧) .
وعن محمد بن الحنفية أنّه قال : يا أهل العراق ، تزعمون أنّ أرجى آية في كتاب الله ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ﴾ وإنّا أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ...﴾
الآية ، هي والله الشفاعة ، ليعطينّها في أهل لا إله إلّا الله حتى يقول : رضيت » (٨) .
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى * وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٦ و) (٨)﴾
ثمّ قرّر سبحانه حبّه إياه بتعداد نعمه السابقة عليه بقوله : ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ﴾ ربّك يا محمد ، ولم يعلمك في بدو ولادتك من امّك ﴿يَتِيماً﴾ وصغيرا منقطعا عن أبيك بموته ﴿فَآوى﴾ وكفلك عبد المطلب وأبا طالب في الأثر ، إنّ عبد الله بن عبد المطلب توفّي بالمدينة وامّ رسول الله حامل به ، ثمّ ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله فكان مع جدّه عبد المطلب وامّه آمنه ستّ سنين ، ثمّ ماتت امّه فكان عند جدّه سنتين ، فلمّا قربت وفاة جدّه عبد المطلب أوصى به أبا طالب وهو ابن ثمان سنين ، وإنّما أوصاه به لأنّ أبا طالب وعبد الله كانا من امّ واحدة ، فكان أبو طالب يكفل رسول الله بعد جدّه إلى أن بعثه الله فقام بنصرته إلى حين وفاته ، فلم يظهر على رسول الله يتم ، فكان هذا نعمة عظيمة من الله عليه (٩) .
روي انه قال أبو طالب يوما لأخيه العبا : ألا اخبرك بما رأيت من محمد ؟ فقال : بلى. فقال : إنّي ضممته إليّ ، فكنت لا افارقه ساعة من ليل أو نهار ، ولا ائتمن عليه أحد حتى أنّي كنت انوّمه في فراشي ، فأمرته أن يخلع ثيابه وينام معي ، فرأيت الكراهة في وجهه ، لاكنّه كره أن يخالفني ، فقال : « يا عمّاه ، اصرف وجهك عنّي حتّى أخلع ثيابي ، إذ لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى جسدي » فتعجّبت من
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٤٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٤١.
(٢- ٥) تفسير الرازي ٣١ : ٢١٢.
(٦) الزمر : ٣٩ / ٥٣.
(٧) تفسير الرازي ٣١ : ٢١٢.
(٨) مجمع البيان ١٠ : ٧٦٥ ، جوامع الجامع : ٥٤٤ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٤١.
(٩) تفسير الرازي ٣١ : ٢١٤.