عقوبة (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الكفر وغيره (فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا) هلا (أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) المرسل بها (وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٤٧) وجواب لو لا محذوف وما بعدها مبتدأ. والمعنى لو لا الإصابة المسبب عنها قولهم أو لو لا قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلنا إليهم رسولا (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ) محمد (مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا) هلا (أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى) من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة ، قال تعالى (أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) حيث (قالُوا) فيه وفي محمد (سِحْرانِ) وفي قراءة سحران أي القرآن والتوراة (تَظاهَرا) تعاونا (وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍ) من النبيين والكتابين (كافِرُونَ) (٤٨) (قُلْ) لهم (فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما) من الكتابين (أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤٩) في قولكم (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) دعاءك بالإتيان بكتاب (فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ) في كفرهم (وَمَنْ أَضَلُ
____________________________________
قوله : (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ) الخ ، (لَوْ لا) حرف امتناع لوجود ، و (أَنْ) وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا تقديره موجود كما قال المفسر. قوله : (فَيَقُولُوا) عطف على (تُصِيبَهُمْ) والفاء للسببية. قوله : (وجواب لو لا) أي الأولى ، وأما الثانية فهي تحضيضية. قوله : (أو لو لا قولهم) الخ ، أي فالمعنى الأول فيه انتفاء الجواب ، وهو عدم الإرسال بثبوت ضده وهو الإرسال ، لوجود السبب والمسبب معا. والمعنى الثاني لوجود المسبب الناشىء عن السبب فتدبر. قوله : (لما أرسلناك إليهم رسولا) أي فالحامل على ذلك تعللهم بهذا القول ، فالمعنى امتنع عدم إرسالنا لك ، لوجود المصائب المسبب عنها قولهم (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ) الخ ، إن قلت : إن الآية تقتضي وجود إصابتهم بالمصائب وقولهم المذكور ، والواقع أنهم حين نزول تلك الآيات ، لم يصابوا ولم يقولوا. أجيب : بأن الآية على سبيل الفرض والتقدير ، فالمعنى لو لا إصابة المصائب لهم ، واحتجاجهم على سبيل الفرض والتقدير ، لما أرسلناك إليهم ، فهو بمعنى قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) الآية. قوله : (قالُوا) أي تعنتا. قوله : (أو الكتاب جملة) أشار بذلك إلى قول آخر في تفسير المثل. قوله : (مِنْ قَبْلُ) أي قبل ظهورك.
قوله : (لَساحِرانِ) خبر لمحذوف أي هما. قوله : (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضا. قوله : (تعاونا) أي بتصديق كل منهما الآخر ، وذلك أن كفار مكة ، بعثوا رهطا منهم إلى رؤساء اليهود بالمدينة في عيد لهم ، فسألوهم عن شأنه عليهالسلام فقالوا : إنا نجده في التوراة بنعته وصفته ، فلما رجع الرهط وأخبروهم بما قالت اليهود قالوا ما ذكر. قوله : (والكتابين) الواو بمعنى أو. قوله : (قل فأتوا بكتاب) الخ ، أي إذا لم تؤمنوا بهذين الكتابين ، فائتوا بكتاب من عند الله واضح في هداية الخلق ، فإن أتيتم به اتبعته ، وهذا تنزل للخصم زيادة في إقامة الحجة عليهم. قوله : (أَتَّبِعْهُ) مجزوم في جواب شرط مقدر تقديره إن أتيتم به أتبعه.
قوله : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) أي لم يفعلوا ما أمرتهم به. قوله : (أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ) أي