بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة العنكبوت
مكيّة
وآياتها تسع وستون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم) (١) الله أعلم بمراده بذلك (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا) أي بقولهم (آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٢) يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم ، نزل في جماعة
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة العنكبوت
مكية وهي تسع وستون آية
مبتدأ وخبر ، وفي بعض النسخ سورة العنكبوت وهي تسع وستون آية مكية ، ففيه الفصل بين المبتدإ والخبر بالجملة الحالية ، وسميت بذلك لذكر العنكبوت فيها ، من باب تسمية الكل باسم الجزء ، وتقدم أن أسماء السور توقيفي ، وقوله : (مكية) أي كلها ، وقيل مدنية كلها ، وقيل مكية إلا عشر آيات من أولها إلى قوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) الخ ، فإنها مدنية. قوله : (الله أعلم بمراده) تقدم غير مرة أن هذا القول أسلم ، لأنه من المتشابه الذي يفوض علمه لله تعالى. قوله : (أَحَسِبَ النَّاسُ) الاستفهام يصح أن يكون للتقرير ، وحينئذ فيكون المعنى : يجب على الناس أن يعترفوا بأنهم لا يتركون سدى ، بل يمتحنون ويبتلون ، لأن الدنيا دار بلاء وامتحان ، أو التوبيخ ، وعليه فالمعنى لا يليق منهم هذا الحسبان ، أي الظن والتخمين ، بل الواجب عليهم علمهم بأنهم لا يتركون ، وحسب فعل ماض ، و (النَّاسُ) فاعله ، و (أَنْ) وما دخلت عليه في تأويل مصدر سدت مسد مفعولي حسب ، و (أَنْ يَقُولُوا) علة للحسبان ، وقوله : (وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) الجملة حالية مقيدة لقوله : (أَحَسِبَ النَّاسُ) ويكون المعنى : أحسب الناس أن يتركوا من غير افتتان بمجرد نطقهم بالشهادتين ، أو من أجل نطقهم بالشهادتين ، بل لا بد من امتحانهم بعد النطق بالشهادتين ، ليتميز الراسخ من غيره. قوله : (بما يتبين به حقيقة إيمانهم) أي من المشاق كالهجرة والجهاد ، وأنواع المصائب في الأنفس والأموال. قوله : (نزل في جماعة) أي كعمار بن ياسر ، وعياش بن أبي ربيعة ،