بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الرّوم
مكيّة
وهي ستون أو تسع وخمسون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم) (١) الله أعلم بمراده بذلك (غُلِبَتِ الرُّومُ) (٢) وهم أهل كتاب ، غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ، ففرح كفار مكة بذلك وقالوا
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الروم
مكية وهي ستون أو تسع وخمسون آية
مبتدأ ، و (ستون) خبر أول ، و (مكية) خبر ثان ، وظاهر المفسر أن كلها مكي ، وقيل إلا قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ) الآية. قوله : (الله أعلم بمراده بذلك) تقدم أن هذا أصح التفاسير. قوله : (غُلِبَتِ الرُّومُ الرُّومُ) اسم قبيلة سميت باسم جدها ، وهو روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم ، وسمي عيصو لأنه كان مع يعقوب في بطن ، فعند خروجهما تزاحما ، وأراد كل منهما أن يخرج قبل الآخر ، فقال عيصو ليعقوب : إن لم أخرج قبلك ، وإلا خرجت من جنبها ، فتأخر يعقوب شفقة منه ، فلهذا كان أبا الأنبياء ، وعيصو أبا الجبارين ، وسبب نزول هذه الآية ، أنه كان بين فارس والروم قتال ، وكان المشركون يودون أن تغلب فارس الروم ، لأن فارس كانوا مجوسا أميين ، والمسلمون يودون غلبة الروم على فارس لكونهم أهل كتاب ، فبعث كسرى جيشا إلى الروم ، واستعمل عليهم رجلا يقال له شهر يزان ، وبعث قيصر جيشا ، وأمر عليهم رجلا يدعى بخنس ، فالتقيا بأذرعات وبصرى ، وهي أدنى الشام إلى أرض العرب والعجم ، فغلبت فارس الروم ، فبلغ ذلك المسلمين بمكة ، فشق عليهم ، وفرح به كفار مكة وقالوا للمسلمين : إنكم أهل كتاب ، والنصارى أهل كتاب ، ونحن أميون ، وفارس أميون ، وقد