الْمُؤْمِنِينَ) (٤٧) على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً) تزعجه (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) من قلة وكثرة (وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة (فَتَرَى الْوَدْقَ) المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) أي وسطه (فَإِذا أَصابَ بِهِ) بالودق (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٨) بفرحون بالمطر (وَإِنْ) وقد (كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ) تأكيد (لَمُبْلِسِينَ) (٤٩) آيسين من إنزاله (فَانْظُرْ إِلى آثارِ) وفي قراءة آثار (رَحْمَتِ اللهِ) أي نعمته بالمطر (كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) أي يبسها بأن تنبت (إِنَّ ذلِكَ) المحيي الأرض (لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٥٠) (وَلَئِنْ) لام قسم (أَرْسَلْنا رِيحاً) مضرة على نبات (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا) صاروا جواب القسم (مِنْ بَعْدِهِ) أي بعد اصفراره (يَكْفُرُونَ) (٥١) يجحدون النعمة بالمطر (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء (وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (٥٢) (وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ) ما
____________________________________
تسليته صلىاللهعليهوسلم وتأنيسه ، حيث وعده بنصر المؤمنين عموما. قوله : (فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) عطف على محذوف قدره بقوله : (فكذبوهم). قوله : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ كانَ) فعل ماض ناقص ، و (نَصْرُ) اسمها مؤخر ، و (حَقًّا) خبرها مقدم ، و (عَلَيْنا) متعلق بحقا أو بمحذوف صفة ، وهذا وعد حسن من الله للمؤمنين ، بنصرهم على أعدائهم في الدنيا والآخرة وهو لا يتخلف.
قوله : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ) مبتدأ وخبر ، وهو تفصيل لما اجمل أولا كما تقدم التنبيه عليه. قوله : (تزعجه) أي تهيجه وتحركه. قوله : (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ) أي ينشره في جهتها متصلا بعضه ببعض. قوله : (بفتح السين وسكونها) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فالمفتوح جمع كسفة والمسكن مخفف المفتوح ، فقوله : (قطعا) تفسير للوجهين. قوله : (إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ إِذا) فجائية ، والمعنى فاجأهم الفرح. قوله : (وَإِنْ كانُوا) فسر (إِنْ) بقد تبعا لغيره ، فالواو للحال ، و (قد) للتحقيق ، وبعضهم جعلها مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن ، والجملة خبرها بدليل اللام لمبلسين ، فإنها اللام الفارقة ، وكل صحيح. قوله : (تأكيد) أي إشارة إلى أنه أتاهم الفرج بعد تمادي يأسهم. قوله : (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) أي ما ينشأ عن المطر من خضرة الأشجار وأثمارها وبهجتها ونضارتها. قوله : (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضا. قوله : (مضرة) أي وهي ريح الدبور.
قوله : (فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) أي بعد خضرته. قوله : (جواب القسم) أي وقد سد مسد جواب الشرط للقاعدة المعلومة ، من أنه عند اجتماع الشرط والقسم يحذف جواب المتأخر منهما. قوله : (يجحدون النعمة) أي فشأنهم يفرحون عند الخصب ، فإذا جاءتهم مصيبة في زرعهم ، جحدوا سابق نعمة الله عليهم. قوله : (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) تعليل لمحذوف ، والمعنى لا تحزن على عدم إيمانهم ، فهم موتى صم عمي ، وأنت لا تسمع من كان كذلك. قوله : (بتحقيق الهمزتين) الخ ، أي وهما قراءتان سبعيتان.