بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة السّجدة
مكيّة
وآياتها ثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم) (١) الله أعلم بمراده به (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) القرآن مبتدأ (لا رَيْبَ) شك (فِيهِ) خبر أول (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) خبر ثان (أَمْ) بل (يَقُولُونَ افْتَراهُ) محمد؟ لا (بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ) به (قَوْماً ما) نافية (أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة السجدة
مكية وهي ثلاثون آية
أي التي ذكر فيها السجدة. قوله : (مكية) ظاهره أن جميعها مكي ، وقال غيره : إلا ثلاث آيات ، وقيل إلا خمس آيات أولها قوله (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ) وآخرها قوله : (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) وورد في فضلها أحاديث ، منها ما في الصحيح عن ابن عباس ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة (الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ) السجدة ، و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) وقد أخذ بهذا الحديث الإمام الشافعي رضي الله عنه ، ولم يأخذ به مالك ، لعدم استمرار العمل عليه ، ومنها أنه صلىاللهعليهوسلم كان لا ينام حتى يقرأ (الم تَنْزِيلُ) السجدة و (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) وتسمى أيضا المنجية ، لأنها إحدى المنجيات السبع وهي : هذه السورة ، ويس ، والدخان ، والواقعة ، وهل أتى ، والملك ، والبروج. ولما ورد عن خالد بن معدان أنه قال : اقرؤوا المنجية وهي (الم تَنْزِيلُ) فإنه بلغني أن رجلا كان يقرؤها ، ما يقرأ شيئا غيرها ، وكان كثير الخطايا ، فنشرت جناحها عليه وقالت : رب اغفر لي فإنه كان يكثر قراءتي ، فشفعها الرب فيه ، وقال : اكتبوا له بكل خطيئة حسنة ، وارفعوا له درجة.
قوله : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) أي نزوله ومجيئه. قوله : (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي لفظا ومعنى. (خبر ثان) هذا أحسن الأعاريب في هذا الموضع ، ويصح أن يكون حالا من ضمير الخبر. قوله : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) أم : منقطعة تفسر ببل ، والهمزة عند البصريين ، والمفسر قدرها ببل فقط ، وهو غير مناسب بدليل قوله : (لا) فإنه إشارة إلى أن الاستفهام إنكاري ، مع أنه لم يذكر الهمزة ، ولعلها سقطت من قلم ناسخ المبيضة. قوله : (بَلْ هُوَ الْحَقُ) اضراب انتقالي من نفي الافتراء عنه إلى إثبات حقيقته ، ويصح أن يكون