عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢٠) (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) عذاب الدنيا بالقتل والأسر والجدب سنين والأمراض (دُونَ) قبل (الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) عذاب الآخرة (لَعَلَّهُمْ) أي من بقي منهم (يَرْجِعُونَ) (٢١) إلى الإيمان (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ) القرآن (ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) أي لا أحد أظلم منه (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) أي المشركين (مُنْتَقِمُونَ) (٢٢) (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) التوراة (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ) شك (مِنْ لِقائِهِ) وقد التقيا ليلة الإسراء (وَجَعَلْناهُ) أي موسى أو الكتاب (هُدىً) هاديا (لِبَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٣) (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً) بتحقيق الهمزتين ، وإبدال الثانية ياء ، قادة (يَهْدُونَ) الناس (بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) على دينهم وعلى البلاء من عدوهم (وَكانُوا بِآياتِنا) الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا (يُوقِنُونَ) (٢٤) وفي قراءة بكسر اللام وتخفيف الميم (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (٢٥) من أمر الدين (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ) أي يتبين لكفار مكة إهلاكنا كثيرا (مِنَ الْقُرُونِ) الأمم بكفرهم
____________________________________
فيهوون إلى قعرها ، وهكذا يفعل بهم أبدا. قوله : (وَقِيلَ لَهُمْ) عطف على (أُعِيدُوا) والقائل لهم الخزنة. قوله : (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) صفة لعذاب ، وعبر هنا بالتذكير ، نظرا للمضاف وهو العذاب ، وفي سبأ بالتأنيث ، نظرا إلى المضاف إليه وهو النار. قوله : (والجدب سنين) أي بمكة سبع سنين ، حتى أكلوا فيها الجيف والعظام والكلاب. قوله : (أي من بقي منهم) أي بعد القحط وبعد يوم بدر ، والترجي في القرآن بمنزلة التحقيق ، وقد تحقق ذلك عند الفتح.
قوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ) إلخ ، هذا بيان إجمالي لحال المكذب أثر بيانه تفصيلا. قوله : (ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) أي ترك الإيمان بها. قوله : (أي لا أحد) إلخ ، أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري. قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) الحكمة في ذكر موسى ، قربه من النبي ووجود من كان على دينه ، لتقوم الحجة عليهم. قوله : (وقد التقيا ليلة الإسراء) أي في الأرض عند الكثيب الأحمر ، وهو قائم يصلي في قبره ، وفي السماء السادسة ، كما ورد بذلك الحديث ، وفي كلامه إشارة إلى أن الضمير في لقائه عائد على موسى ، والمصدر مضاف لمفعوله ، أي من لقائك موسى ليلة الإسراء ، وهو أقوى الاحتمالات في هذا الموضع. قوله : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً) أي وهم الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل ، أو اتباع الأنبياء. قوله : (وابدال الثانية ياء) تقدم أنها سبعية ، لكن من طريق الطيبة ، لا من طريق الشاطبية. قوله : (لَمَّا صَبَرُوا) أي تحملوا المشاق ، فالصبر عواقبه خير كما قيل :
الصبر كالصبر مر في مذاقته |
|
لكن عواقبه أحلى من العسل |
والمعنى جعلنا منهم أئمة حق صبرهم. قوله : (وَكانُوا) عطف على (صَبَرُوا). قوله : (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضا ، وخرجت على جعل اللام للتعليل وما مصدرية ، أي جعلناهم أئمة لأجل صبرهم. قوله : (بينهم) أي المؤمنين والمشركين ، أو بين الأنبياء وأممهم. قوله : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه ، والتقدير أغفلوا ولم يتبين لهم ، إلخ. قوله : (مِنَ الْقُرُونِ مِنْ) بيانية لكم ، و (مِنْ قَبْلِهِمْ) حال من (الْقُرُونِ). قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي المذكورة من كثرة