اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢٢) للمؤمنين قال أبو بكر بلى أنا أحب أن يغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ) بالزنا (الْمُحْصَناتِ) العفائف (الْغافِلاتِ) عن الفواحش بأن لا يقع في قلوبهن فعلها (الْمُؤْمِناتِ) بالله ورسوله (لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٢٣) (يَوْمَ) ناصبه الاستقرار الذي تعلق به لهم (تَشْهَدُ) بالفوقانية والتحتانية (عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤) من قول وفعل وهو يوم القيامة (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) يجازيهم جزاءهم الواجب عليهم (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (٢٥) حيث حقق لهم جزاءه الذي كانوا يشكون فيه ومنهم عبد الله بن أبيّ. والمحصنات هنا أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم لم يذكر في قذفهن توبة ومن ذكر في قذفهن أول السورة التوبة غيرهن. (الْخَبِيثاتُ) من النساء ومن الكلمات (لِلْخَبِيثِينَ) من الناس (وَالْخَبِيثُونَ) من الناس (لِلْخَبِيثاتِ) مما ذكر (وَالطَّيِّباتُ) مما ذكر (لِلطَّيِّبِينَ) من الناس (وَالطَّيِّبُونَ) منهم (لِلطَّيِّباتِ) مما ذكر أي اللائق
____________________________________
أن لا ينزع نفقته منه أبدا ، ومسطح هو ابن اثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف ، وقيل اسمه عوف ، ومسطح لقبه. قوله : (الْغافِلاتِ) (عن الفواحش) أي لسلامة صدورهن ، ونقاء قلوبهن ، واستغراقهن في مشاهدة الله تعالى. قوله : (لُعِنُوا فِي الدُّنْيا) أي بعدوا فيها عن الثناء الحسن على ألسنة المؤمنين ، وقوله : (وَالْآخِرَةِ) أي بالعذاب إن لم يتوبوا. قوله : (ناصبة الاستقرار) الخ أي والتقدير وعذاب عظيم كائن لهم يوم تشهد. قوله : (بالفوقانية والتحتانية) أي فهما قراءتان سبعيتان.
قوله : (يَوْمَئِذٍ) معمول ليوفيهم أو ليعلمون. قوله : (جزاءهم الواجب عليهم) أشار بذلك إلى أن المراد بالدين الجزاء لما في الحديث : «كما تدين تدان». قوله : (هُوَ الْحَقُ) أي الثابت الذي لا يقبل الزوال أزلا ولا أبدا. قوله : (ومنهم عبد الله بن أبيّ) يأتي بهذا ليصح قوله : (كانوا يشكون فيه) فالشك من بعضهم ، وأما حسان ومسطح وحمنة فهم مؤمنون لا يترددون في الجزاء. قوله : (أزواج النبي) أي لأن من قذف واحدة منهن فقد قذف الجميع ، لاشتراكهن في العفة والصيانة والنسبة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم. قوله : (لم يذكر في قذفهن توبة) أي مثل ما ذكر فيما تقدم في قوله : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا). قوله : (ومن ذكر) مبتدأ و (غيرهن) خبره ، وهذا من باب التهويل والتعظيم لأمر الإفك ، وإلا فهو كغيره من سائر المعاصي التي تمحى بالتوبة ، وأما بعد نزول الآيات ، فقد صار قذف عائشة رضي الله عنها بصفوان كفرا ، لمصادمة القرآن العظيم ، فاعتقاد براءتها شرط في صحة الإيمان.
قوله : (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ) كلام مستأنف سيق لتأكيد البراءة لعائشة ، وتقبيحا على من تكلم فيها. والمعنى أن المجانسة من دواعي الانضمام ، فالخبيث لا يكاد يألف غير جنسه ، والطيب كذلك ، وهو بمعنى قولهم : وكل إناء بالذي فيه ينضح. قوله : (وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ) الإشارة بذلك لرسول الله وعائشة ، أي فحيث كان رسول الله أطيب الطيبين ، تبين بذلك أن عائشة من أطيب الطيبات. (من الناس ومن الكلمات) هذان قولان في تفسير (الْخَبِيثاتُ) وقوله : (مما ذكر) أي من الناس والكلمات.