وَالْأَرْضِ) ومن التسبيح صلاة (وَالطَّيْرُ) جمع طائر بين السماء والأرض (صَافَّاتٍ) حال ، باسطات أجنحتهن (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ) الله (صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (٤١) فيه تغليب العاقل (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خزائن المطر والرزق والنبات (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٤٢) المرجع (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً) يسوقه برفق (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المفرقة قطعة واحدة (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً) بعضه فوق بعض (فَتَرَى الْوَدْقَ) المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) مخارجه (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ) زائدة (جِبالٍ فِيها) في السماء بدل بإعادة الجار (مِنْ
____________________________________
قوله : (وَالطَّيْرُ) بالرفع عطف على (مَنْ) والنصب على المعية ، و (صَافَّاتٍ) بالنصب على الحال على كل من القراءتين ، وقرىء شذوذا برفعهما على الابتداء والخبر ، ومفعول (صَافَّاتٍ) محذوف أي أجنحتها. قوله : (بين السماء والأرض) أشار بهذا إلى أن العطف مغاير ، لأنه في حالة الطيران يكون بين السماء والأرض. قوله : (قَدْ عَلِمَ) (الله) (صَلاتَهُ) الخ ، أشار بذلك إلى أن الضمير في علم على الله ، ويصح عوده على كل ، أي علم كل صلاة نفسه وتسبيحها. قوله : (فيه تغليب العاقل) أي حيث عبر بالفعل. قوله : (خزائن المطر والرزق) راجع للسماء ، وقوله : (والنبات) راجع للأرض ، وفي كلام المفسر إشارة إلى أن الكلام على حذف مضاف ، والأصل ولله ملك خزائن السماوات والأرض ، والأصح إبقاء الآية على ظاهرها كما سلكه غيره ، وعلى كل فهو من أدلة تنزيه المخلوقات له. قوله : (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) أي مرجع الخلائق كلها إلى الله ، فيجازى كل أحد بعمله.
قوله : (أَلَمْ تَرَ) الخطاب لكل عاقل لا خصوص النبي صلىاللهعليهوسلم ، لأن من تأمل ذلك حصل له العلم به. قوله : (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) أي بين أجزائه ، لأن كل جزء سحاب ، وبهذا اندفع ما قيل : إن بين لا تدخل إلا على متعدد ، وإلى هذا يشير المفسر بقوله : (يضم بعضه إلى بعض) الخ ، قوله : (رُكاماً) الركام الشيء المتراكم بعضه على بعض. قوله : (فَتَرَى الْوَدْقَ) أي تبصره. بقوله : (مخارجه) أي ثقبه ، فالسحاب غربال المطر ، قال كعب : لو لا السحاب حين ينزل المطر من السماء ، لأفسد ما يقع عليه من الأرض.
قوله : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) أشار بذلك إلى أن السماء كما ينزل منها المطر الذي هو نفع للعباد ، ينزل منها بعض الجبال التي هي البرد ، وهو ضر للعباد ، فسبحان من جعل السماء منشأ للخير والشر. قوله : (زائدة) الحاصل أن من الأولى ابتدائية لا غير ، والثانية فيها ثلاثة أوجه : قيل زائدة ، وقيل ابتدائية ، وقيل تبعيضية ، وهو الأحسن ، والثالثة فيها أربعة أوجه الثلاثة المتقدمة ، وقيل بيانية ، وهو الأحسن ، وحينئذ فيكون المعنى على ذلك ، وينزل بعض جبال كائنة في السماء التي هي البرد ، إنزالا ناشئا ومبتدأ من السماء. قوله : (فِيها) الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لجبال. قوله : (بدل بإعادة الجار) هذا راجع لقوله : (مِنْ جِبالٍ) ، والمناسب للمفسر أن يقول أو بدل ، فيكون قولا ثانيا ، لأن هذا لا يتأتى على جعلها زائدة ، بل على جعلها ابتدائية.