اثني عشر الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت ، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة : المريخ وله الحمل والعقرب ، والزهرة ولها الثور والميزان ، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة ، والقمر وله السرطان ، والشمس ولها الأسد ، والمشتري وله القوس والحوت ، وزحل وله الجدي والدلو (وَجَعَلَ فِيها) أيضا (سِراجاً) هو الشمس (وَقَمَراً مُنِيراً) (٦١) وفي قراءة سرجا بالجمع أي نيرات ، وخص القمر منها بالذكر لنوع فضيلة (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) أي يخلف كل منهما الآخر (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ) بالتشديد والتخفيف كما تقدم ما فاته في أحدهما من خير فيفعله في الآخر (أَوْ أَرادَ شُكُوراً) (٦٢) أي شكرا لنعمة ربه عليه فيهما (وَعِبادُ الرَّحْمنِ) مبتدأ وما بعده صفات له إلى : أولئك يجزون غير المعترض
____________________________________
من الصرف للعلمية والعدل كعمر ، وقد جعل الله تعالى بهذه الكواكب النفع في العالم السفلي كالأكل والشرب ، يوجد النفع عندها لا بها ، فهي من جملة الأسباب العادية ، فمن اعتقد تأثيرها بطبعها فقد كفر ، أو بقوة جعلها الله فيها فقد فسق.
قوله : (وَجَعَلَ فِيها) أي السماء. قوله : (أي نيرات) صفة لموصوف محذوف ، أي كواكب نيرات ودخل فيها القمر ، فلذلك قال : (وخص القمر) الخ. قوله : (لنوع فضيلة) أي لأن مواقيت العبادة تبنى على الشهور القمرية قال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ). قوله : (أي يخلف كل منهما الآخر) أي بأن يقوم مقامه ، فكل واحد من الليل والنهار يخلف صاحبه. قوله : (بالتشديد) أي فأصله يتذكر قلبت التاء دالا وأدغمت في الذال. قوله : (والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (كما تقدم) أي في قوله : (لَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا). قوله : (ما فاته في أحدهما من خير) الخ ، أي فمن فاته شيء من الخير بالليل أدركه بالنهار ومن فاته بالنهار أدركه بالليل من فرائض وسنن وغيرها. قوله : (أَوْ أَرادَ شُكُوراً) أو مانعة خلو تجوز الجمع.
قوله : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ) الخ ، لما ذكر أحوال المنافقين والكفار وما آل اليه أمرهم ، ذكر هنا أوصاف المؤمنين الكاملين ، ووصفهم بأوصاف ثمانية ، بها تنال المراتب العالية ، وإضافتهم اليه تعالى للتشريف ، وإلا فكل المخلوقات عباد الله ، ويقال إضافتهم له من حيث كونه رحمانا ، لكونهم مظهر الرحمة ، وستختص بهم في الآخرة. قوله : (وما بعده) أي من الموصولات الثمانية التي أولها. قوله : (الَّذِينَ يَمْشُونَ) وآخرها قوله : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا). قوله : (إلى أولئك) أي وهي الخبر كما سيذكره هناك. قوله : (غير المعترض فيه) أي وهو قوله : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) إلى قوله : (مَتاباً) وهو ثلاث آيات. وحاصل ما ذكره من الأوصاف ، أن بعضها متعلق بالخلق ، وبعضها متعلق بالخالق. قوله : (هَوْناً) هو مصدر هان كقال. قوله : (أي بسكينة) أي تؤدة وتأن. قوله : (الْجاهِلُونَ) أي السفهاء. قوله : (قالُوا سَلاماً) أي مع القدرة على الانتقام ، فالمراد الإغضاء عن السفهاء وترك مقابلتهم في الكلام ، وهذا الخلق من أعظم الأخلاق لما في الحديث : «كاد الحليم أن يكون نبيا». وفي الحديث : «يبلغ الحليم بحلمه ما لا يبلغه الصائم القائم». والآثار في ذلك كثيرة.