يلبس من ملابس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) هي قتله القبطي (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) (١٩) الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الاستعباد (قالَ) موسى (فَعَلْتُها إِذاً) أي حينئذ (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) (٢٠) عما آتاني بعدها من العلم والرسالة (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) علما (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٢١) (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ) أصله تمن بها عليّ (أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٢) بيان لتلك ، أي اتخذتهم عبيدا ولم تستعبدني ، لا نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم ، وقدر بعضهم أول الكلام همزة استفهام للإنكار (قالَ فِرْعَوْنُ) لموسى (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢٣) الذي قلت إنك رسوله ، أي أيّ شيء هو؟ ولما لم يكن سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه الصلاة والسّلام ببعضها (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) أي خالق ذلك (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) (٢٤) بأنه تعالى خالقه فآمنوا به وحده (قالَ) فرعون (لِمَنْ حَوْلَهُ) من أشراف قومه (أَلا
____________________________________
قوله : (مِنْ عُمُرِكَ) حال من سنين ، لأنه نعت نكرة قدم عليها. قوله : (وعدم الاستعباد) أي اتخاذك لي عبدا مثل بني إسرائيل. قوله : (حينئذ) هذا حل معنى لا حل اعراب ، وهي حرف جواب فقط ، وقيل حرف جواب وجزاء. قوله : (عما آتاني الله بعدها) الخ ، أي فليس عليّ فيما فعلته في تلك الحالة لوم ؛ لعدم التكليف حينئذ ، أو المعنى من المخطئين لا من المتعمدين. قوله : (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) في ذلك رد لما وبخه به فرعون ، وهو القتل بغير حق ، فكأنه قال : فكيف تدعي الرسالة ، وقد حصل منك ما يقدح في تلك الدعوى؟ فأجابه موسى بأنه قتله قبل أن تأتيه الرسالة ، ثم أتته بعد ذلك.
قوله : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ) مبتدأ وخبر ، وقوله : (تَمُنُّها) صفة لنعمة ، و (أَنْ عَبَّدْتَ) الخ ، عطف بيان موضح للمبتدأ ، كما قاله المفسر. قوله : (أصله تمن بها علي) أي فحذف الجار فاتصل الضمير ، فهو من باب الحذف والايصال. قوله : (ولم تستعبدني) أي فلا منة لك علي في عدم استعبادك إياي ، لأن استعبادك غيري ظلم ، وقد نجاني الله منه. قوله : (وقدر بعضهم) أي وهو الأخفش. قوله : (أول الكلام) أي والأصل أو تلك نعمة ، الخ. قوله : (للإنكار) أي وهو بمعنى النفي. قوله : (أي أي شيء هو) أي وذلك لأن ما يسأل بها عن الحقيقة. والمعنى أي جنس هو من أجناس الموجودات. قوله : (وَما بَيْنَهُمَا) أي جنس السماوات والأرض ، فاندفع ما قيل : لم ثني الضمير مع أن مرجعه جمع؟.
قوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) أي محققين أن الله تعالى هو الخالق لها. قوله : (من أشراف قومه) أي وكانوا خمسمائة لابسين الأساور ، ولم يكن يلبسها إلا السلاطين على عادة الملوك. قوله : (الذي لم يطابق السؤال) أي لأن ما يسأل بها عن الحقيقة ، وقد أجابه بالصفات التي يسأل عنها بأي ، والعدول عن المطابقة ، لأن السؤال عن الحقيقة عبث وسفه لاستحالته. قوله : (قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) إنما ذكر ذلك لأن نفوسهم أقرب الأشياء اليهم. قوله : (وهذا) أي الجواب. قوله : (ولذلك) أي لشدة غيظه. قوله : (قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ) سماه رسولا استهزاء ، وأضافه إلى المخاطبين استنكافا من نسبته له.