تَسْتَمِعُونَ) (٢٥) جوابه الذي لم يطابق السؤال (قالَ) موسى (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (٢٦) وهذا وإن كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك (قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (٢٧) (قالَ) موسى (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (٢٨) أنه كذلك فآمنوا به وحده (قالَ) فرعون لموسى (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) (٢٩) كان سجنه شديدا يحبس الشخص في مكان تحت الأرض وحده لا يبصر ولا يسمع فيه أحدا (قالَ) له موسى (أَوَلَوْ) أي أتفعل ذلك ولو (جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (٣٠) أي برهان بين على رسالتي (قالَ) فرعون له (فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٣١) فيه (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (٣٢) حية عظيمة (وَنَزَعَ يَدَهُ) أخرجها من جيبه (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) ذات شعاع (لِلنَّاظِرِينَ) (٣٣) خلاف ما كانت عليه من الأدمة (قالَ) فرعون (لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) (٣٤) فائق في علم السحر (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) (٣٥) (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) أخر أمرهما (وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) (٣٦) جامعين (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) (٣٧) يفضل موسى في علم السحر (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (٣٨) وهو وقت الضحى من يوم الزينة (وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) (٣٩) (لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) (٤٠) الاستفهام للحث على الاجتماع ، والترجي على تقدير غلبتهم ليستمروا على دينهم فلا يتبعوا موسى (فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين (لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ
____________________________________
قوله : (قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما) أي فتشاهدون في كل يوم أنه يأتي بالشمس من المشرق ، ويذهب بها من المغرب. قوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) أي إن كان لكم عقل ، وفيه رد لقوله : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ). قوله : (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي) الخ ، عدول عن الحاجة إلى التهديد ، لقصر حجته وجهله وعدم استقامته ، روي أنه فزع من موسى فزعا شديدا ، حتى كان اللعين لا يمسك بوله. قوله : (أي أتفعل ذلك) أشار إلى أن الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة على ذلك المحذوف. قوله : (قالَ فَأْتِ بِهِ) إنما أمر فرعون بالإتيان به ، لظنه أنه يقدر على معارضته.
قوله : (وَنَزَعَ يَدَهُ) أي من جيبه ، قيل لما رأى فرعون الآية الأولى قال : هل لك غيرها؟ فأخرج يده فأدخلها في إبطه ثم نزعها ولها شعاع يكاد يغشي الأبصار ويسد الأفق. قوله : (من الأدمة) أي السمرة. قوله : (حَوْلَهُ) ظرف في محل الحال. قوله : (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) لما رأى تلك الآيات الباهرة ، خاف على قومه أن يتبعوه ، فتنزل إلى مشاورتهم بعد أن كان مستقلا بالرأي والتدبير ، وأراد تنفيرهم عن موسى عليهالسلام. قوله : (فَما ذا تَأْمُرُونَ) أي أي شيء تأمرونني به. قوله : (يَأْتُوكَ) مجزوم في جواب الأمر. قوله : (يفضل موسى) أي يفوقه ويزيد عليه. قوله : (من يوم الزينة)