بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النجم
مكيّة
وآياتها ثنتان وستون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ) الثريا (إِذا هَوى) (١) غاب (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) محمد عليه الصلاة والسّلام عن طريق الهدى (وَما غَوى) (٢) ما لابس الغي ، وهو جهل من
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النجم مكية
وهي ثنتان وستون آية
أي كلها ، وقيل : إلا قوله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) الآية ، وقيل : كلها مدني ، وردّ بما روي أنها أول سورة أعلن بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة ، وسجد فيها وسجد معه المسلمون والمشركون زعما منهم أنه يمدح آلهتهم ، واعلم أن بين أول هذه السورة وآخر ما قبلها مناسبة ، فإن تعالى قال في آخر تلك : (وَإِدْبارَ النُّجُومِ) وقال في أول هذه (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى.) قوله : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) اختلف تفسير (النَّجْمِ) فمشى المفسر على أنه الثريا ، وهي عدة نجوم ، بعضها ظاهر ، وبعضها خفي ، وكان صلىاللهعليهوسلم يراها أحد عشر نجما ، ومعنى هويه غيبوبته عند طلوع الفجر ، وقيل : المراد به أي نجم ، وقيل : المراد به جميع النجوم ، وقيل : هو الزهرة ، وقيل : الشعرى ، وقيل : القرآن ، ومعنى (هَوى) نزل ، لأنه نزل منجما على ثلاث وعشرين سنة ، وقيل : هو محمد ، ومعنى (هَوى) نزل من المعراج ، وقيل : جبريل ، ومعنى (هَوى) نزل بالوحي ، واختلف في عامل الظرف فقيل : معمول لمحذوف تقديره أقسم بالنجم وقت هويه ، واستشكل بأن فعل القسم إنشاء ، والإنشاء حال ، و (إِذا) لما يستقبل من الزمان ، فكيف يعمل الإنشاء في المستقبل؟ وأجيب : بأنه يتوسع في الظروف ، ما لا يتوسع في غيرها ، أو قصد منها مجرد الظرفية ، الصادق بالماضي والحال والاستقبال ، لأنها قد تأتي للحال والماضي ، وقيل : عامله حال من النجم محذوفة ، والتقدير : أقسم بالنجم حال كونه مستقرا في زمان هويه ، ويأتي فيه الإشكال والجواب المتقدمان ، ويجاب أيضا : بأن تجعل الحال مقدرة.
قوله : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) هذا هو جواب القسم ، وعبر بلفظ الصحبة تبكيتا لهم ، وإشعارا بأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، فلا يليق منهم نسبته للنقص. قوله : (عن طريق الهدى) أشار بذلك إلى أن