المرة القوة أو دائم (وَكَذَّبُوا) النبي صلىاللهعليهوسلم (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) في الباطل (وَكُلُّ أَمْرٍ) من الخير والشر (مُسْتَقِرٌّ) (٣) بأهله في الجنة أو النار (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ) أخبار إهلاك الأمم المكذبة رسلهم (ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (٤) لهم اسم مصدر أو اسم مكان ، والدال بدل من تاء الافتعال ، وازدجرته وزجرته نهيته بغلظة ، وما موصولة أو موصوفة (حِكْمَةٌ) خبر مبتدأ محذوف أو بدل من ما أو من مزدجر (بالِغَةٌ) تامة (فَما تُغْنِ) تنفع فيهم (النُّذُرُ) (٥) جمع نذير بمعنى منذر ، أي الأمور المنذرة لهم ، وما للنفي أو للاستفهام الإنكاري ، وهي على الثاني مفعول مقدم (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) هو فائدة ما قبله وتم به الكلام (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) هو إسرافيل ، وناصب يوم يخرجون بعد (إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) (٦) بضم الكاف وسكونها أي منكر تنكره النفوس لشدته وهو الحساب
____________________________________
أقوال ، والثالث أن معناه ذاهب ، لا يبقى مأخوذ من المرور ، والرابع أن معناه مر بشع لا نقدر أن نسيغه كما لا نسيغ المر.
قوله : (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا) عبر بالماضي إشارة إلى أن التكذيب واتباع الهوى من عاداتهم ودأبهم. قوله : (وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) جملة مستأنفة مركبة من مبتدإ وخبر ، قاطعة لأطماعهم الكاذبة ، والمعنى : كل أمر من الأمور منته إلى غاية يستقر عليها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر. قوله : (مُسْتَقِرٌّ) (بأهله) الباء بمعنى اللام ، والمعنى : ثابت لأهله ما ينشأ عنه من ثواب وعقاب. قوله : (أو اسم مكان) أي على أن فيه تجريدا ، والمعنى أنه موضع ازدجار. قوله : (بدل من تاء الافتعال) أي لأن الزاي حرف مجهور ، والتاء حرف مهموس ، فأبدلوها إلى حرف مجهور قريب من التاء وهو الدال ، وكما تقلب تاء الافتعال دالا بعد الزاي ، كذلك تقلب دالا بعد الدال والذال ، قال ابن مالك : في ادان وازدد وادكر دالا بقي. قوله : (وما موصولة أو موصوفة) أي وهي فاعل بجاء ، و (مِنَ الْأَنْباءِ) حال منها. قوله : (أو بدل من ما) أي بدل كل من كل ، أو بدل اشتمال. قوله : (بالِغَةٌ) (تامة) أي لا خلل فيها.
قوله : (فَما تُغْنِ النُّذُرُ) حذفت الياء لفظا لالتقاء الساكنين ، وتحذف في الخط اتباعا للفظ ولرسم المصحف. قوله : (أي الأمور المنذرة لهم) أي كما وقع للأمم السابقة من العذاب. قوله : (مفعول مقدم) أي مفعول به ، والمعنى : فأي شيء من الأشياء النافعة تغني النذر أو مفعول مطلق ، والمعنى فأي إغناء تغني النذر. قوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) قيل : منسوخة بآية السيف ، وقيل : غير منسوخة بل معناها : فتول عنهم ولا تكلمهم بل قاتلهم. قوله : (هو فائدة ما قبله) أي نتيجته وثمرته.
قوله : (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) حذفت الواو من يدع لفظا لالتقاء الساكنين ، وخطا تبعا لرسم المصحف وللفظ ، وحذفت الياء من الداع خطا ، لأنها من ياءات الزوائد ، وأما في اللفظ فقرىء في السبع بإثباتها وحذفها ، وكذا يقال في الداع الآتي. قوله : (هو إسرافيل) هذا أحد قولين ، وقيل : هو جبريل يقول في ندائه : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، واللحوم المتفرقة ، والشعور المتمزقة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. قوله : (وناصب يخرجون بعده) أي أو محذوف تقديره اذكر. قوله : (بضم الكاف) الخ ، أي وهما قراءتان سبعيتان. قوله : (تنكره النفوس) أي جميعها أو نفوس الكفار ، لأن