الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها مثاله خزيمة شعب كنانة قبيلة قريش عمارة بكسر العين قصي بطن هاشم فخذ العباس فصيلة (لِتَعارَفُوا) حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضكم بعضا لا لتفاخروا بعلو النسب ، وإنما الفخر بالتقوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بكم (خَبِيرٌ) (١٣) ببواطنكم (قالَتِ الْأَعْرابُ) نفر من بني أسد (آمَنَّا) صدقنا بقلوبنا (قُلْ) لهم (لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) انقدنا ظاهرا (وَلَمَّا) أي لم (يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) إلى الآن لكنه يتوقع منكم (وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) بالإيمان وغيره (لا يَلِتْكُمْ) بالهمز وتركه وبإبداله ألفا لا ينقصكم (مِنْ أَعْمالِكُمْ) أي من ثوابها (شَيْئاً إِنَّ اللهَ
____________________________________
رؤوس القبائل ، وسمي شعبا لتشعب القبائل منه. قوله : (ثم الفصائل آخرها) أي فالمراتب ست ، وزاد بعضهم سابعة وهي العشيرة ، وكل واحدة تدخل فيما قبلها ، فالقبائل تحت الشعوب ، والعمائر تحت القبائل ؛ والبطون تحت العمائر ، والأفخاذ تحت البطون ، والفصائل تحت الأفخاذ ، والعشائر تحت الفصائل. قوله : (بكسر العين) أي وفتحها ، ففيها لغتان ، لكن الأفصح الفتح. قوله : (ليعرف بعضكم بعضا) أي فتصلوا أرحامكم وتنتسبوا لآبائكم. قوله : (وإنما الفخر بالتقوى) أي الافتخار المحمود ، إنما يكون على أهل الكفر بترك الشرك والتمسك بالإسلام وشعائره.
قوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) أي أعزكم عند الله أكثركم تقوى ، فهي سبب رفعة القدر في الدنيا والآخرة ، وانظر إلى قوله : (أَتْقاكُمْ) ولم يقل أكثركم مالا ولا جاها ، ولا احسنكم صورة ، ولا غير ذلك من الأمور التي تفتى. قوله : (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) أي يعلم ظواهركم خبير يعلم بواطنكم ، فلا يخفى عليه شيء. قوله : (نفر من بني أسد) أشار بذلك إلى سبب نزول هذه الآية ، وذلك أنهم قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سنة مجدبة فأظهروا الإسلام ، ولم يكونوا مؤمنين في السر ، وأفسدوا طريق المدينة بالعذرات وأعلوا اسعارها ، وكانوا يغدون ويروحون إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويقولون : أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها ، ونحن جئناك بالأطفال والعيال والذراري ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان ، يمنون على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويريدون الصدقة ويقولون أعطنا ، فنزلت هذه الآية. قوله : (صدقنا بقلوبنا) جواب عما يقال : إن الإسلام والإيمان متلازمان ، فأجاب : بأن المنفي هنا الإيمان بالقلب ، والمثبت الانقياد ظاهرا ، فهما متغايران بهذا الاعتبار ، وأما الإسلام والإيمان الشرعيان المعتبران متحدان ما صدقا ، وإن كان مفهومهما مختلفا ، إذ الإيمان هو التصديق القلبي بشرط التعلق بالشهادتين ، والإسلام الانقياد الظاهري الناشىء عن التصديق القلبي.
قوله : (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) أي فلا تقولوا آمنا ، وقوله : (وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) أي فحصل منكم الإسلام ظاهرا ، ففي الآية احتباك ، حذف من كل نظير ما أثبت في الآخر. قوله : (إلى الآن) أخذه من لما ، لأن نفيها مختص بالحال ، وقوله : (لكنه يتوقع منكم) أشار إلى أن منفي لما متوقع الحصول ، ففيه بشارة لهم بأنهم سيؤمنون وقد حصل ، وبهذا اندفع ما قد يتوهم من أن هذه الجملة مكررة مع قوله : (لَمْ تُؤْمِنُوا) وإيضاح الجواب أن هذه الجملة أفادت معنى زائدا ، وهو نفي الإيمان مع توقع حصوله ، بخلاف الأولى فإنها أفادت نفيه فقط ، قوله : (بالهمز) أي من ألت من بابي ضرب ونصر. قوله : (وتركه) أي من