بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الذّاريات
مكيّة
وآياتها ستون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالذَّارِياتِ) الرياح تذر والتراب وغيره (ذَرْواً) (١) مصدر ، ويقال تذريه ذريا : تهب به (فَالْحامِلاتِ) السحب تحمل الماء (وِقْراً) (٢) ثقلا مفعول الحاملات (فَالْجارِياتِ) السفن تجري على وجه الماء (يُسْراً) (٣) بسهولة ، مصدر في موضع الحال ، أي ميسرة (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) (٤) الملائكة تقسم الأرزاق والأمطار وغيرها بين العباد والبلاد (إِنَّما تُوعَدُونَ) ما مصدرية ، أي إن وعدهم بالبعث وغيره (لَصادِقٌ) (٥) لوعد صادق (وَإِنَّ الدِّينَ)
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الذاريات مكية
وهي ستون آية
وفي بعض النسخ والذاريات بالواو. قوله : (وَالذَّارِياتِ) الواو للقسم ، و (الذَّارِياتِ) مقسم به ، و (فَالْحامِلاتِ) عطف عليه ، و (فَالْجارِياتِ) عطف على (فَالْحامِلاتِ) و (فَالْمُقَسِّماتِ) عطف على (فَالْجارِياتِ) والمقسم عليه هو قوله : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) وإنما أقسم بهذه الأشياء تعظيما لها ، ولكونها دلائل على باهر قدرة الله ، ويصح أن يكون الكلام على حذف مضاف ، أي ورب هذه الأشياء ، فالقسم بالله لا بتلك الأشياء. قوله : (وتذور التراب) أي ففعله واوي من باب عدا ، وأشار به إلى أن مفعول (الذَّارِياتِ) محذوف. قوله : (مصدر) أي مؤكد وناصبه اسم الفاعل. قوله : (ويقال تذريه) أي ففعله يأتي من باب رمى. قوله : (تهب به) راجع لكل من الواوي واليائي. قوله : (وِقْراً) الوقر والثقل والحمل كلها ألفاظ متحدة الوزن والمعنى. قوله : (مفعول الحاملات) أي مفعول به للحاملات. قوله : (أَمْراً) إما مفعول به أو حال أي مأمورة ، وعليه فيحتاج إلى حذف مفعول (فَالْمُقَسِّماتِ.) قوله : (الملائكة تقسم الأرزاق) الخ ، أي ورؤساء ذلك أربعة ، جبريل وهو صاحب الوحي إلى الأنبياء ، وميكائيل صاحب الرزق ، وإسرافيل صاحب الصور ، وعزرائيل صاحب قبض الأرواح ، وما مشى عليه المفسر في تفسير هذه الأشياء هو المشهور ، وقيل : هذه الأوصاف الأربعة للرياح ، لأنها تثير السحاب ثم تحمله وتنقله ، ثم تجري جريا سهلا ، ثم تقسم الأمطار بتصريف السحاب. قوله : (أي إن وعدهم) صوابه