وما مزيدة ، وبفتح اللام مركبة مع ما ، المعنى : مثل نطقكم في حقيته أي معلوميته عندكم ، ضرورة صدوره عنكم (هَلْ أَتاكَ) خطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم (حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) (٢٤) وهم ملائكة ، اثنا عشر ، أو عشرة ، أو ثلاثة ، منهم جبريل (إِذْ) ظرف لحديث ضيف (دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً) أي هذا اللفظ (قالَ سَلامٌ) أي هذا اللفظ (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) (٢٥) لا نعرفهم ، قال ذلك في نفسه ، وهو خبر مبتدأ مقدر أي هؤلاء (فَراغَ) مال (إِلى أَهْلِهِ) سرا (فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) (٢٦) وفي سورة هود بعجل حينئذ أي مشوي (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (٢٧) عرض عليهم الأكل فلم يجيبوا (فَأَوْجَسَ) أضمر في نفسه (مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ) إنا رسل ربك
____________________________________
مبني على السكون في محل رفع ، و (مِثْلَ ما) مضاف ، وجملة (أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) مضاف إليه في محل جر قوله : (المعنى) أي معنى القراءتين. قوله : (مثل نطقكم في حقيقته) أي فكما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون ، ينبغي لكم ألا تشكوا في حقيقته. حكي أن رجلا جاع في مكان ، وليس فيه شيء ، فقال : اللهم رزقك الذي وعدتني فائتني به ، فشبع وروي من غير طعام ولا شراب.
قوله : (هَلْ أَتاكَ) الخ ، استفهام تشويق وتفخيم لشأن تلك القصة ، وقيل : إن (هَلْ) بمعنى قد ، كما في قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ.) قوله : (ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) الضيف في الأصل مصدر مضاف ، ولذلك يطلق على الواحد والجماعة. قوله : (الْمُكْرَمِينَ) أي المعظمين. قوله : (مكنهم جبريل) أي على جميع الأقوال. قوله : (ظرف لحديث ضيف) هذا أحد أوجه في عامل الظرف ، الثاني : أنه منصوب بما في (ضَيْفِ) من معنى الفعل ، لكونه في الأصل مصدرا ، الثالث : أنه منصوب بالمكرمين ، الرابع : منصوب بفعل محذوف تقديره اذكر ، ولا يصح نصبه بأتاك لاختلاف الزمانين.
قوله : (فَقالُوا سَلاماً) أي نسلم عليكم سلاما ، وقوله : (قالَ سَلامٌ) أي عليكم سلام ، وعدل إلى الرفع قصدا للإثبات ، فتحيته أحسن من تحيتهم. قوله : (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي لا نعرف من أي بلدة قدموا ، وفي هود (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ) فمقتضاه أن إنكارهم إنما حصل بعد مجيئه لهم بالعجل ، وامتناعهم من الأكل ، ومقتضى ما هنا أنه قبل ذلك ، وحاصل الجمع بين الموضعين ، أن الإنكار هنا غيره فيما تقدم ، فما هنا محمول على عدم العلم بأنهم دخلوا عليه لقصد الخير أو الشر.
قوله : (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ) أي خدمه ، وكان عامة ماله البقر. قوله : (سرا) أي في خفية من ضيفه ، فإن من دأب رب المنزل الكريم ، أن يبادر بالقرى في خفية ، حذرا من أن يمنعه الضيف. قوله : (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) عطف على محذوف ، والتقدير فشواه. قوله : (عرض عليهم الأكل) أشار بذلك إلى أن (أَلا) للعرض ، وهو الطلب بلين ورفق ، كما قال الشاعر :
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما |
|
قد حدثوك فما راء كمن سمعا |
قوله : (فَأَوْجَسَ) عطف على ما قدره المفسر. قوله : (خِيفَةً) أي من عدم اكلهم ، فإن الضيف إذا لم يأكل من طعام رب المنزل يخاف منه. قوله : (قالُوا لا تَخَفْ) أي لما ظهر لهم أمارات خوفه. قوله : (إنا رسل ربك) أي إلى قوم لوط ، وقيل : مسح جبريل العجل بجناحه ، فقام يمشي حتى لحق بأمه ،