بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الطّور
مكيّة
وآياتها تسع وأربعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالطُّورِ) (١) أي الجبل الذي كلم الله عليه موسى (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) (٢) (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) (٣) أي التوراة أو القرآن (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) (٤) هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة ، يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) (٥) أي السماء (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (٦) أي المملوء (إِنَ
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الطور مكية
وهي تسع وأربعون آية
وفي نسخة والطور. قوله : (وَالطُّورِ) الخ. أقسم الله سبحانه وتعالى بخمسة أقسام تعظيما للمقسم عليه ، وهو قوله : (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) وتعظيما به أيضا ، فإن تلك الأشياء الخمسة عظيمة ، والواو في كل إما للقسم أو للعطف ، فيما عدا الأول. قوله : (أي الجبل الذي كلم الله عليه موسى) أي والمراد به طور سيناء ، وهو أحد جبال الجنة ، وأقسم الله به تشريفا له وتكريما. قوله : (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) أي متفق الكتابة بسطور مصفوفة في حروف مترتبة جامعة لكلمات متفقة. قوله : (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) الرق الجلد الرقيق الذي يكتب فيه ، وقيل : ما يكتب فيه جلدا كان أو غيره ، وهو بفتح الراء في قراءة العامة ، وقرىء شذوذا بكسرها ، ومعنى المنشور المبسوط ، أي أنه غير مطوي وغير محجور عليه. قوله : (أي التوراة أو القرآن) هذان قولان من جملة أقوال كثيرة في تفسير الكتاب المسطور ، وقيل : هو صحائف الأعمال ، قال تعالى : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) وقيل : سائر الكتب المنزلّة على الأنبياء ، وقيل غير ذلك. قوله : (هو في السماء الثالثة) وقيل هو في الأولى ، وقيل هو في الرابعة ، وقيل هو تحت العرش فوق السابعة ، وقيل هو الكعبة نفسها ، وعمارتها بالحجاج والزائرين لها ، لما ورد : أن الله يعمره كل سنة بستمائة ألف ، فإن عجز الناس عن ذلك ، أتمه الله بالملائكة. قوله : (بحيال الكعبة) أي مقابلا لها بإزائها على كل قول. قوله : (يزوره) الخ ، بيان لتسميته معمورا. قوله : (أي السماء) أي لأنها كالسقف للأرض ، وقيل هو العرش ، وهو سقف الجنة. قوله : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أي وهو البحر المحيط ، ومعنى المسجور :