الأمر الثاني : في الوضع
والكلام فيه يقع في مقامات :
المقام الأوّل : حقيقة الوضع :
واختلف في حقيقته فذهب في الفصول إلى أنّه تعيين اللفظ للمعنى على وجه يصحّح الاستعمال من غير اعتماد على تعيينه لمعنى آخر انتهى. وتبعه سيّدنا الإمام المجاهد قدسسره حيث قال : حقيقة الوضع على ما يظهر من تعاريفها عبارة عن جعل اللفظ للمعنى وتعيينه للدلالة عليه انتهى. (١) وهو الظاهر أيضا من نهاية الاصول (٢) وكيف كان يشهد له ما نراه في وضع الأعلام الشخصيّة فإنّ الأب أو الجدّ مثلا يعيّن لفظا خاصّا للوليد على وجه يصحّح استعمال اللفظ المعيّن فيه من دون ملاحظة تعيينه لمعنى آخر فكأنّه ليس معناه إلّا إيّاه. وليس الصادر من الواضع في الأعلام الشخصيّة إلّا تعيين لفظ لذاك وهكذا يكون الأمر في واضع اللغة من دون فرق. نعم ، اللازم في واضع الأعلام الشخصيّة وواضع اللغة هو أن يكونا في موضع ومحلّ من
__________________
(١) تهذيب الاصول ١ / ١٤.
(٢) نهاية الاصول ١ / ١٣.