ملاحظة خصوص مصاديقها بواسطتها فالوضع حينئذ عامّ والموضوع خاصّ ولكن هذه الملاحظة لا حاجة إليها ولم تكن شائعة عند أهل الوضع ولذا قال في هداية المسترشدين : إنّ الاعتبار المذكور تعسّف ركيك لا داعي إلى الالتزام به ولا إلى احتماله في المقام مع ظهور خلافه. (١)
٣ ـ شخص لفظ خاصّ ويضعه بنفسه للمعنى فيكون الوضع خاصّا والموضوع أيضا خاصّا ولا ريب في فساده فإنّ لازمه هو عدم وضع سائر أفراد هذه الطبيعة للمعنى وإنّما تكون مشابهة للموضوع وليست بموضوعة مع أنّ الألفاظ عند أهل الوضع والمحاورة موضوعة بلا ريب.
٤ ـ شخص لفظ خاصّ ويعتبر وجها للطبيعة الكلّيّة فيضع طبيعة اللفظ للمعنى فيكون الوضع خاصّا والموضوع عامّا ولكنّه غير ممكن لأنّ الشخص لا يكون وجها للطبيعة الكلّيّة إذ لا تتحقّق فيه إلّا حصّة منها فكيف تكون الحصّة وجها للطبيعة بما هي الطبيعة نعم يمكن الانتقال منها إلى الطبيعة وملاحظتها ووضعها للمعنى فيؤول إلى القسم الأوّل كما لا يخفى.
فينحصر الأقسام في الأربعة :
١ ـ الوضع العامّ والموضوع العامّ
٢ ـ الوضع العامّ والموضوع الخاصّ
٣ ـ الوضع الخاصّ والموضوع الخاصّ
٤ ـ الوضع الخاصّ والموضوع العامّ
وقد عرفت أنّ الواقع هو الأوّل دون الثاني لتعسّفه ودون الثالث لعدم الفائدة وخلاف الواقع ودون الرابع لعدم إمكانه.
__________________
(١) هداية المسترشدين / ٢٦.