بعت ، إخبار عن انتقاله في الزمن السابق ادّعاء لشدّة إرادته بالبيع والانتقال فيدلّ على قصد إنشائه البيع بالملازمة فتأمّل. نعم صيغة افعل ونحوه وضعت لإنشاء البعث وإيجاده فمثل صيغة اضرب مفادها بعث المخاطب نحو الضرب لكن لا بما هو بعث ملحوظ بذاته بل بما هو نسبة بين المتكلّم والمخاطب والمادّة فكما أنّ الشخص إذا حرّك شخصا آخر نحو الضرب تحريكا خارجيّا لا يكون الملحوظ في حال تحريكه إلّا المادّة أعني المخاطب والضرب وأمّا نفس تحريكه فهو غير ملحوظ ولا مقصود بالأصالة والذات حال البعث فكذلك صيغة اضرب ونحوها موضوعة بإزاء البعث الغير الملحوظ استقلالا.
ثمّ ينقدح ممّا ذكر ما في كلام المحقّق الاصفهانيّ قدسسره من تصديق المحقّق الخراسانيّ فيما أفاده في الجمل الخبريّة والإنشائيّة المتّحدة لفظا وهيئة نحو بعت الإخباريّ والإنشائيّ حيث قال : أمّا الجمل المتّحدة لفظا وهيئة نحو بعت الإخباريّ والإنشائيّ فالمستعمل فيه نفس نسبة إيجاد المضمون إلى المتكلّم وهذه النسبة الإيجاديّة الواقعة بين المضمون أعني المادّة والمتكلّم قد يقصد الحكاية عنها وقد لا يقصد الحكاية عنها بل يقصد ثبوتها. (١)
وذلك لما عرفت من أنّ الجملة الخبريّة بدون القرينة ظاهرة في الإخبار وإرادة الإنشاء منها محتاجة إلى القرينة وهذه آية عدم وحدتهما في المعنى ثمّ إنّ الجملة الإنشائيّة ولو باعتبار الملازمة بعد الإخبار الادّعائيّ المذكور آنفا آلة لإيجاد شيء من الاعتباريّات كقولهم بعت في مقام إنشاء عقد البيع والتاء فيه تدلّ على كون الصدور منتسبا إلى المتكلّم فيكون معنى هيئة الجملة هو نفس الإيجاد الذي هو صرف التعلّق بالفاعل ومحض الإضافة بينه وبين الفعل في مقابل الإيجاد التكوينيّ الخارجيّ هذا
__________________
(١) نهاية الدراية ١ / ٣٠.