بخلاف الجملة الخبريّة فإنّها للحكاية عن نفس الوجود التكوينيّ كهيئة ضربت الحاكية عن الضرب التكوينيّ الخارجيّ والفرق بين الجملة الإنشائيّة والخبريّة في أنّ الإنشائيّة آلة الإيجاد والخبريّة حكاية عن الموجود ففي ما كانت الجملة إنشائيّة وآلة للإيجاد صحّ أن يقال إنّ المستعمل فيه نفس نسبة إيجاد المضمون إلى المتكلّم وأمّا إذا كانت الجملة خبريّة فالمستعمل فيه ليس نفس نسبة إيجاد المضمون إلى المتكلّم بل هو الحكاية عن نسبة إيجاد المضمون إلى المتكلّم وعليه فلا يصحّ قول المحقّق الأصفهانيّ قدسسره في بعت الإخباريّ والإنشائيّ أنّ المستعمل فيه فيهما نفس نسبة إيجاد المضمون إلى المتكلّم فلا تغفل.
اختصاص الحكاية بالجمل الخبريّة :
ثمّ إنّ الظاهر أنّ الحكاية مختصّة بالجمل الخبريّة دون الإنشائيّة ولذلك اختصّت الاولى باعتبار المحكيّ بالصدق والكذب لأنّ لها الواقع فيمكن انطباقها عليه وعدمه دون الثانية لأنّها آلة للإيجاد وليس لها واقع خارجيّ حتّى يمكن الحكاية عنه وتتّصف الجملة الإنشائيّة باعتبار مطابقتها معه ولا مطابقتها ، بالصدق والكذب بل واقع الجملة الإنشائيّة هو الذي يحصل بالجملة الإنشائيّة وليس أمرا منحازا عنها كواقع الجملة الخبريّة وعليه فبالجملة الإنشائيّة توجد الواقعيّات الجزئيّة كما أنّ بالحروف أو أسماء الإشارة توجد النسب الجزئيّة والإشارات الجزئيّة. ولذلك لا مجازفة في أن يقال إنّ الوضع في هيئة الجمل الإنشائيّة يكون عامّا والموضوع له والمستعمل فيه يكون خاصّا كالمعاني الحرفيّة إذ حقيقة ما يوجد بالجمل الإنشائيّة معاني جزئيّة كالإشارات الجزئيّة الحاصلة بأسمائها أو أدواتها.
لا يقال : إنّ مفاد صيغ الأوامر يكون كلّيّا كقوله اضرب فإنّه بعث نحو الضرب الكلّيّ.