مع امتناعه عادة يستلزم القول بأنّ الجمل التي أحدثها المتكلّم من الموادّ المختلفة غير موضوعة. (١)
وعليه فالمردود هو الوضع الرابع وهو وضع الهيئة القائمة على المركّبات مع موادّ المركّب والهيئات القائمة على موادّ المركّب. وأمّا الوضع الثالث وهو وضع الهيئة القائمة على المركّبات فقطّ فهو أمر يشهد به وجدان كلّ ذي لغة فلا تغفل.
* * *
الخلاصة
١ ـ إنّ المركّبات لها هيئة اخرى وراء هيآت مفرداتها تدلّ باعتبارها على معان تصديقيّة وهي غير مداليل المفردات كزيد وقائم في زيد قائم فإنّ المفردات مع قطع النظر عن هيئة القضيّة المركّبة التامّة لا تدلّ إلّا على المعاني التصوّريّة ومفاد القضيّة المركّبة التامّة هو الهوهويّة التصديقيّة كزيد هو القائم والقائم هو الزيد أو النسب التصديقيّة في مثل القضايا الشرطيّة كالحكم بترتّب وجود النهار على طلوع الشمس في مثل قولهم «إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.»
أو الفوائد الخاصّة كحصر الموضوع في المحمول أو بالعكس ومثل قولنا إنّما زيد قائم أو إنّما قائم زيد أو غير ذلك من المعاني التصديقيّة التي لا تدلّ عليه المفردات مع قطع النظر عن الهيئة التركيبيّة وخصوصيّاتها وهو شاهد على كون هذه الامور مستفادة من هيئة المركّبات التامّة وعليه فدعوى الوضع الآخر لهيئة المركّبات بما هي زائدة على مفرداتها مادّة وهيئة لإفادة المعاني التصديقيّة أمر يشهد له الوجدان السليم ومن الممتنع عادة عدم وضع لفظ لتلك المعاني التصديقيّة في اللغات الرائجة في
__________________
(١) نفس المصدر