المناقشة في وجوده ولكنّه لا وقع لها بعد ملاحظة أنّ كثيرا من الألفاظ تكون كذلك ، كلفظة الماء والتراب والبرد والحرّ والجنّ والإنس وغير ذلك ولعلّه لذلك قال في هداية المسترشدين وحجّيّة ذلك ظاهرة إلّا أنّه قد يناقش في وجوده ويدفعه بملاحظة الوجدان. انتهى (١)
يمكن أن يقال حيث أنّ الاكتفاء بالنقل المتواتر ليس من باب نقل التبادر عند المستعملين وإلّا يرجع إلى علامة التبادر بل من جهة نقلهم عن كيفيّة وضعه بحيث صارت حدود المعاني واضحة كان ذلك نادرا إذ الكثير هو المعنى الإجماليّ لا التفصيليّ ولذا يكون لها موارد مشكوكة من جهة الشكّ في حدود المفاهيم نعم في مثل الأعلام وأسامي الأشخاص يتمّ هذه الدعوى وليس بنادر كما لا يخفى.
الثالث : تنصيص أهل اللغة
وهو أن ينصّص اللغويّ في لفظ على أنّ معناه الحقيقيّ كذا أو كذا إذا كان خبرة لذلك مع سلامته عن المعارض.
قال العلّامة الحلّيّ قدسسره : ويعلم كون اللفظ حقيقة أو مجازا بالنصّ من أهل اللغة.
انتهى (٢)
وقال الشيخ الطوسيّ : والفصل بين الحقيقة والمجاز يقع من وجوه : منها : أن يوجد نصّ من أهل اللغة أو دلالة على أنّه مجاز (٣). قال في الفصول : وهذا ممّا لا يعرف فيه خلاف (٤) ولعلّ الدليل عليه هو كونه من أهل الفنّ على الفرض والرجوع إليه ممّا
__________________
(١) هداية المسترشدين / ٤١.
(٢) مبادئ الاصول : ٧٤.
(٣) عدّة الاصول : ١٦٥.
(٤) الفصول ، فصل يعرف كل من الحقيقة والمجاز بعلامات / ٢٥ ط ١٢٨٦.