المحمول على الموضوع وعليه فلا مورد لقوله : «وعندئذ إذا وجده في عالم التصوّر متّحدا معه قبل حمله فقد علم بوضع اللفظ للمعنى ولم يبق لتأثير صحّة الحمل في رفع الستر مجال.» فتدبّر جيّدا.
منها : ما في بدائع الأفكار ومال إليه سيّدنا الاستاذ المحقّق الدّاماد وهو على ما في بدائع الأفكار : أنّه لا يخفى أنّ هذا التقريب إنّما يتمّ في الحمل المتداول على ألسنة اللغويّين أعني به حمل أحد اللّفظين المترادفين بماله من المعنى على الآخر مثل قولهم : «الغيث هو المطر» وأمّا الحمل الأوّليّ المستعمل في الحدود المشتمل على حمل الذاتيّات على الذات مثل قولهم : «الإنسان حيوان ناطق» فلا يمكن أن يستكشف بصحّته وضع اللفظ للمعنى المعلوم عند من استعمل هذا الحمل لأنّ مفهوم «حيوان ناطق» مفهوم مركّب مفصّل وبما أنّه كذلك يمتنع أن يكون هو مفهوم «الإنسان» لأنّ مفهوم كلّ لفظ مفرد بسيط مجمل. (١)
وقال استاذنا قدسسره أيضا : ولا يخفى مغايرة مفهوم «حيوان ناطق» مع المفهوم الاندماجيّ للإنسان الّذي قد يعبّر عنه بلفظة : «آدم» ، بداهة الفرق بين المفهوم المركّب المفصّل والمفهوم البسيط ويشهد لذلك عدم تبادر المعنى المركّب من لفظ الإنسان إذا اطلق. وعليه فليس مفهوم «حيوان ناطق» نفس معنى «الإنسان» حتّى يكون صحّة حمله دليلا للحقيقة ووضع لفظ الإنسان للمعنى المركّب.
وأجاب عنه في تهذيب الاصول بأنا نقول بأنّ الغرض من الحمل ليس إثبات وضع اللفظ لذلك المفصّل بل لماهيّة بسيطة يكون هذا المفصّل حدّا لها بحيث إذا انحلّت رجعت إليه وبالجملة هذا المبيّن حاك عن الذات البسيط المجمل والشكّ في وضع اللفظ
__________________
(١) بدائع الأفكار : ١ / ٩٩.