لا يكون الإخلال به إخلالا بالماهيّة وموجبا لفسادها حيث لا يكون الإخلال بوقوع الصلاة في المسجد مثلا إلّا إخلالا بتلك الخصوصيّة مع تحقّق الماهيّة بخصوصيّة اخرى غير موجب لتلك المزيّة كوقوع الصلاة في غير المسجد أو بخصوصيّة اخرى موجبة لنقصانها كوقوع الصلاة في الحمّام.
نعم ربما يحصل للمأمور به بسبب ما له دخل في تشخّص الأفراد كالأوصاف المندوبة أو المكروهة مزيّة أو نقيصة سواء كان دخله بنحو الشطريّة أو الشرطيّة.
أورد عليه استاذنا المحقّق الداماد قدسسره بأنّ ما له الدخل في تشخّص أفراد المأمور به لا يوجب مزيّة أو نقصانا في ملاك ماهيّة المأمور به لإمكان القول ببقاء الطبيعة في تلك الموارد كسائر الموارد من دون فرق وإنّما الفرق من ناحية الامتثال أو عدمه لخطاب آخر فمن يصلّي في الحمّام مثلا لا يأتي بصلاة أقصر ملاكا من الصلاة التي أتي بها في خارج الحمّام بل هي هي وإنّما الفرق في عدم امتثال خطاب : لا تصلّ في الحمّام ، بسبب إتيانها في الحمّام. ولذلك لا يجزى أجر من امتثل الأمر بالصلاة في خارج الحمّام فإنّه امتثل خطاب : صلّ. وخطاب : لا تصلّ في الحمّام. نعم لو أراد إتيان الصلاة في الحمّام ولم يتمكّن منه فاضطرّ إلى إتيانها في خارج الحمّام لا يؤتى أزيد من ثواب من أتى بها في الحمّام لأنّه لم يأت بالصلاة خارج الحمّام امتثالا للنهي عن إتيانها في الحمّام كما لا يخفى. ألا ترى أنّ المولى إذا أمر عبده بإتيان الماء ونهى عن الإتيان به في الخزف فأتى العبد بالماء في الخزف امتثل خطاب الإتيان بالماء دون خطاب النهي عن الإتيان به في الخزف لعدم الفرق بين الماء الذي أتى به في الخزف مع غيره فلا يوجب الإتيان به في الخزف نقصانا في ماهيّة الماء كما لا يخفى. والحاصل أنّ المزيّة من جهة الامتثال للخطاب الآخر كما أنّ النقصان من جهة عدم امتثال الخطاب الآخر ولا يوجب الامتثال وعدمه مزيّة أو نقصانا في ماهيّة المأمور به وصرف اتّحاد الطبيعة مع خصوصيّات أفراده في الخارج لا يوجب المزيّة أو المنقصة في طبيعة المأمور به حقيقة