الواحد الخارجيّ وجودين تنزيليّين لمعنيين. انتهى موضع الحاجة. (١)
لزوم الجمع بين اللحاظين المستقلّين في آن واحد
ومنها : ما حكي عن المحقّق النائينيّ قدسسره من أنّ حقيقة الاستعمال ليست إلّا عبارة عن إيجاد المعنى باللفظ وإلقائه إلى المخاطب خارجا ومن هنا لا يرى المخاطب إلّا المعنى فإنّه ملحوظ أوّلا وبالذات واللفظ ملحوظ بتبعه وفان فيه وعليه فلازم استعمال اللفظ في المعنيين على نحو الاستقلال تعلّق اللحاظ الاستقلاليّ بكلّ واحد منهما في آن واحد كما لو لم يستعمل اللفظ إلّا فيه ومن الواضح أنّ النفس لا تستطيع على أن تجمع بين اللحاظين المستقلّين في آن واحد ولا ريب في أنّ الاستعمال في أكثر من معنى واحد يستلزم ذلك والمستلزم للمحال محال لا محالة. (٢)
وفيه أوّلا : كما مرّ أنّ حقيقة الاستعمال ليست إلّا عبارة عن التكلّم بالدوال على المعاني لا إيجاد المعاني بالألفاظ وإلّا فالإيجاد أمر قصديّ ومحتاج إلى الالتفات مع أنّه لا التفات ولا قصد للمستعملين والمتكلّمين ولو ارتكازا إلى إيجاد المعاني كما لا يخفى. ومجرّد كون الغرض من الاستعمال هو تفهيم المعاني لا يلزم أن يكون الاستعمال إيجاد المعاني لحصول الغرض بتكلّم الدوالّ واستماعها بعد العلم بعلقة الوضع بين الدوالّ والمعاني.
وثانيا : أنّ منع الاستطاعة للجمع بين اللحاظين المستقلّين أو اللحاظات المستقلّة في آن واحد إن اريد به الجمع بينهما أو بينها بالالتفات التفصيليّ إلى كلّ واحد منهما أو منها فهو صحيح بالنسبة إلى النفوس العادية وأمّا إن اريد به مطلق الجمع ولو
__________________
(١) بدائع الأفكار ١ / ١٤٨.
(٢) المحاضرات ١ / ٢٠٦.