الأمر الثالث عشر : البحث في المشتقّ
والبحث في المشتق يقع في مقامات :
المقام الأوّل :
في تحرير محلّ النزاع ولا يخفى عليك أنّ الاصوليّين اتّفقوا على أنّ إطلاق لفظ المشتقّ فعلا على من يتلبّس بالمبدإ في الاستقبال مجاز بعناية الأول والمشارفة كإطلاق المجتهد على من يكون قريب الاجتهاد.
واتّفقوا أيضا على أنّ إطلاق المشتقّ حقيقة على المتلبّس بالمبدإ في الحال كصدق المجتهد على من يكون بالفعل مجتهدا.
وأجمعوا أيضا على أنّ إطلاق المشتقّ حقيقة على من كان متلبّسا في الأمس باعتبار تلبّسه في الأمس أو على من يتلبّس في الغد باعتبار تلبّسه في الغد. كقولهم : كان زيد ضاربا أمس ، أو سيكون غدا ضاربا ، إذا كان متلبّسا بالضرب في الأمس في المثال الأوّل ومتلبّسا به في الغد في المثال الثاني.
ولكن اختلفوا في أنّ المشتق حقيقة في خصوص من تلبّس بالمبدإ أو فيما يعمّه ومن انقضى عنه المبدأ. فمن ذهب إلى الأوّل جعل إطلاقه على من انقضى عنه المبدأ