الخلافة على نحو الحقيقة وإلّا فلقائل أن يقول : إنّهم لم يكونوا مشركين حين تصدّيهم للخلافة ولما صحّ التعريض بمن تصدّى لها ممّن عبد الصنم مدّة مديدة كما عن الكافي عن الصادق عليهالسلام : أنّه قال : من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما. وعن العيون عن مولانا الرضا عليهالسلام في ذيل الآية فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة.
واجيب عنه بوجوه :
منها : أنّ القرينة في المقام قائمة على أنّ المراد من عنوان الظالم هو معناه المجازيّ وهو من انقضى عنه المبدأ ولا وجه للتحاشي عن الأخذ بالمعنى المجازيّ إذا قامت القرينة عليه بعد كون اللفظ ظاهرا فيه بمعونة القرينة. ألا ترى أنّه لا يستوحش أحد عن الأخذ بظهور مثل رأيت أسدا يرمي مع أنّه معنى مجازيّ. وعليه فلا وجه لتحاشي صاحب الكفاية من استعمال المشتقّ في الآية الكريمة في المعنى المجازيّ ، فمعنى الآية الكريمة بمعونة القرينة في المقام أنّ من حدث منه الظلم وزال عنه لا يقبل للخلافة فضلا عمّن كان متلبّسا بالظلم دائما فالمراد من الظالمين هم الذين انقضى عنهم المبدأ.
والقرينة هي فخامة أمر الخلافة كما يشهد لذلك امتحان إبراهيم ـ على نبيّنا وآله وعليهالسلام ـ واختباره بعد كونه نائلا لمنصب النبوّة والخلّة قبل إفاضة الإمامة والخلافة له لأنّ مقدّمات الإفاضة تدلّ على أنّ الإمامة في نظر الشارع ليست كإمامة الصلاة بل تمتاز عنها بكونها لا تنال من صدر عنه الظلم ولا يليق لها فمحصّل الآية أنّ من انقضى عنه الظلم لا يناله عهدي وإمامتي فضلا عمّن أدام الظلم وهذا المعنى يناسب الاستدلالات المرويّة عن أئمّتنا عليهمالسلام كما عرفت ويساعد مع ظهور الكلام في اتّحاد زمان الحكم أعني عدم النيل مع زمان تحقّق الموضوع أعني جري عنوان الظلم وإطلاقه كاتّحاد زمان وجوب الإكرام مع زمان جرى العلم وحمله في مثل قولنا :