«أكرم العلماء» فهذه الآية المستعملة فيمن انقضى عنه المبدأ مجازا بمعونة القرينة المذكورة لا تصلح للاستدلال للأعمّيّ ، هذا هو مختار استاذنا الداماد قدسسره ولكن الأولويّة مع الوجه الذي لا يستلزم كون اللفظ مجازا.
ومنها : ما حكاه استاذنا الداماد من استاذه الحائريّ قدسسره وأشار إليه في الدرر من أنّ مادّة الظلم في قوله تعالى : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ، أعمّ من الظلم الآنيّ وحيث أنّ الحكم أعني عدم النيل بالخلافة والإمامة أمر له استمرار ، إذ لا معنى لذلك في الآن العقليّ كان ذلك قرينة على أنّ المراد من عنوان الظالمين ليس إلّا من صدر عنه الظلم آناً ما فالموضوع ليس إلّا نفس ذلك الوجود الآنيّ وليس لبقائه دخل إذ لا بقاء له بمقتضى الفرض فمقتضى الآية والله أعلم : أنّ من تصدّى للظلم في زمن لا يليق لمنصب الإمامة وان انقضى عنه الظلم ولا يتفاوت في حمل الآية الشريفة على المعنى الذي ذكرنا بين أن نقول بأنّ المشتقّ حقيقة في الأخصّ أو في الأعمّ إذ الحكم المذكور في القضيّة ليس قابلا لأن يترتّب إلّا على من انقضى عنه المبدأ فاختلاف المبنى لا يوجب اختلاف معنى الآية فلا يصير احتجاج الإمام عليهالسلام بها دليل لإحدى الطائفتين.
قال الاستاذ : أوردت عليه في الدرس بأنّ ظهور المادّة معارض مع ظهور وحدة زمان الحكم مع زمان الجري والإطلاق إذ مقتضى ذلك هو اتّحاد حال عدم النيل مع حال الجري ولازم ذلك هو أن يكون الظلم مستمرّا فبملاحظة ذلك يمكن أن يكون مادّة الظلم منحصرة في الظلم المستمرّ فلا يشمل الظلم الآنيّ.
أجاب الاستاذ الحائريّ قدسسره بأنّ ظهور الإطلاق والجري ظهور مقاميّ وسكوتيّ تقتضيه مقدّمات الحكمة بعد كون المتكلّم حكيما ومن المعلوم أنّه لا يمكن أن يعارض ظهور الإطلاق والجري مع ظهور المادّة الذي لا يكون ظهورها إلّا ظهورا لفظيّا ومن حاقّ اللفظ بناء على مختارنا في مبحث المطلق والمقيّد من أنّ المطلق