صلاحيّة الواقع له كما ترى لأنّه خروج عن المباحث اللغويّة إلى المباحث العقليّة مع أنّ البحث في المشتقّات يكون لغويّا ويكفي فيه ما تصوّره العرف ولا يلزم فيه الجامع العقليّ الانتزاعيّ كما لا يخفى.
وعليه فالإشكال الثبوتيّ في تصوير الجامع على مذهب الأعمّ غير سديد بل الحقّ أنّ أدلّة الإثبات من التبادر وصحّة السلب وغيرهما لا تساعدهم فلا تغفل.
* * *
تنبيهات :
الأوّل : في بساطة المشتقّ وتركّبه :
ولا يخفى عليك أنّ الحق هو البساطة والمراد منها هي البساطة الإدراكيّة واللحاظيّة لأنّ الموضوع له في المشتقّ هو أمر وحدانيّ وإن كان العقل يحلّلها إلى أمرين وهذه البساطة بساطة لحاظيّة إذ لا ينطبع في مرآة الذهن إلّا صورة علميّة واحدة سواء كان ذو الصورة بسيطا في الخارج كالأعراض نحو قولنا : «البياض أبيض» أو مركّبا حقيقيّا كالإنسان ونحوه من الأنواع المركّبة أو مركّبا اعتباريّا نحو قولنا : «تلك دار أو بيت».
فمناط البساطة في البساطة اللحاظيّة هو وحدة الصورة الإدراكيّة سواء أمكن تحليلها عند العقل إلى معان متعدّدة أو لم يمكن. وعليه فالتحليل العقليّ لا ينافي البساطة الإدراكيّة واللحاظيّة وذلك لأنّ مفهوم النوع كالإنسان مثلا بسيط قطعا مع أنّ العقل يحلّله إلى جنس وفصل والتركّب في قبال هذه البساطة بأن تكون الصورة التي تأتي من الشيء إلى الذهن صورة مركّبة من صورتين لا صورة وحدانيّة كما أنّه ربما يكون الأمر كذلك في مثل مفهوم المخلوطة من الحبوبات وأمثالها إذ الصورة التي