غيرها كما اشتهر في ألسنتهم من أنّ معنى الضارب مثلا «ذات ثبت له الضرب» وكذا باقي المشتقّات أو لا يكون كذلك بل هو مفهوم واحد من دون اعتبار تركيب فيه وإن جاز التحليل في مقام شرح المفهوم كما يصحّ أن يقال في مقام شرح مفهوم الحجر «أنّه شيء أو ذات ثبت له الحجريّة» ، الحقّ هو الثاني لأنّا بعد المراجعة إلى أنفسنا لا نفهم من لفظ (ضارب) مثلا إلّا معنى يعبّر عنه بالفارسيّة (زننده) وبعبارة اخرى (داراى ضرب) ولا إشكال في وحدة هذا المفهوم الذي ذكرنا وإن جاز في مقام الشرح أن يقال أي (شيء أو ذات ثبت له الضرب) وليس في باب فهم معاني الألفاظ شيء أمتن من الرجوع إلى الوجدان (١).
وإليه يؤول ما في الكفاية حيث قال : لا يخفى أنّ معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته إدراكا وتصوّرا بحيث لا يتصوّر عند تصوّره إلّا شيء واحد لا شيئان وإن انحلّ بتعمّل من العقل إلى شيئين كانحلال مفهوم الحجر والشجر إلى (شيء له الحجريّة أو الشجريّة) مع وضوح بساطة مفهومهما وبالجملة لا ينثلم بالانحلال إلى الاثنينيّة بالتعمّل العقليّ وحدة المعنى وبساطة المفهوم كما لا يخفى وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل الفارقان بين المحدود والحدّ مع ما هما عليه من الاتّحاد ذاتا فالعقل بالتعمّل يحلّل النوع ويفصّله إلى جنس وفصل بعد ما كان أمرا واحدا إدراكا وشيئا فاردا تصوّرا فالتحليل يوجب فتق ما هو عليه من الجمع والرتق (٢).
اعتبار البساطة الحقيقيّة
ذهب المحقّق الأصفهانيّ قدسسره إلى أنّ البساطة اللحاظيّة والإدراكيّة بعيدة عن الكلمات بل المراد منها هي البساطة الحقيقيّة بمعنى أنّ المفهوم البسيط إدراكا هل يكون
__________________
(١) الدرر ١ / ٦٦.
(٢) الكفاية ١ / ٨٢.