في مقام تعريف الفصل الحقيقيّ حيث أنّه أورد على شارح المطالع بأنّ المشتقّ عند المنطقيّين خال عن الذات فلا يصحّ. تعريف الفكر بأنّه ترتيب أمور معلومة لتحصيل أمر مجهول لصحّة تعريف الشيء بالفصل وحده مع كونه مجرّدا عن الشيء مفهوما ومصداقا ومن المعلوم أنّ السيّد الشريف كان في مقام تبيين المشتقّ بحسب الاصطلاح عند المنطقيّين لا في مقام تعيين معناه لغة وعرفا.
هذا مضافا إلى ما في الاستدلال لبداهة البساطة اللحاظيّة بما هو منظور فيه من أنّ اللفظ وجود لفظيّ بتمامه لمفهومه مع أنّك عرفت سابقا أنّه لا دليل على أمثال هذه التنظيرات.
ثمّ إنّ شهادة الوجدان على البساطة اللحاظيّة والمفهوميّة لا تخرجها عن محلّ النزاع والبحث إذ كثير من المباحث يقوم فيها الوجدان ومع ذلك صارت محلّ البحث والنزاع لمكابرة بعض بالنسبة إليها وممّا ذكر يظهر ما في بدائع الأفكار أيضا حيث ذهب إلى أنّ البساطة في التصوّر بمعنى أنّ اللفظ إذا سمعه العاقل تصوّر منه معنى واحدا خارجة عن محلّ النزاع إذ بالوجدان أنّ المشتقّ غير مركّب من عدّة معان كلفظ «غلام زيد» و «زيد رجل» فلا بدّ من القول بالبساطة المقابلة له (١). هذا مضافا إلى إمكان تصوير النزاع في البساطة اللحاظيّة باعتبار آخر وهو أنّه لمّا كان لفظ المشتقّ مركّبا من مادّة وهيئة يدلّ كلّ منهما على معنى مندمج في صاحبه وممتزج به. أمكن النزاع في كون مدلول لفظ المشتقّ هل هو عبارة عن ثلاثة امور أعني بها الحدث والذات ونسبة الحدث إليها أو عبارة عن الحدث ونسبته إلى ذات ما أو عبارة عن الحدث الملحوظ لا بشرط أو عبارة عن الأمر الوحدانيّ مفهوما القابل للانحلال إلى معنون مبهم محدود بعنوان أو حدث خاصّ ، فباعتبار هذه
__________________
(١) بدائع الأفكار ١ / ١٦٨ ـ ١٦٩.