المحمول (١). والمغايرة المفهوميّة بين الوجود والموجود متحقّقة فلا إشكال في حمله عليه لإفادة أنّ الوجود بنفسه عين الموجوديّة من دون دخل لوجود آخر أو لإفادة أنّ الواقعيّة للوجود لا للماهيّة وغير ذلك من الأغراض ولا يخفى عليك أنّ اعتبار المغايرة لإفادة الحمل لا لصحّة الحمل إذ المعيار في صحّته في الحمل الشائع الصناعيّ هو الاتّحاد المصداقيّ فلا تغفل.
ربّما استدلّ على عدم تركّب المشتقّ عقلا وانحلالا بضرورة عدم تكرّر الموصوف في مثل (زيد الكاتب) ولزومه من التركّب وأخذ الشيء مصداقا أو مفهوما في مفهومه ويمكن أن يقال إنّ الدليل المذكور ينفي تركيب الابتدائيّ لا التركيب الانحلاليّ إذ عدم التكرّر من شواهد عدم أخذ الذات مفهوما أو مصداقا بنحو التفصيل من ابتداء الأمر وهو يؤيّد ما ذكرناه من أنّ المشتقّ موضوع للأمر الوحدانيّ الذي يكون قابلا للتحليل عقلا ومن المعلوم أنّه لا يلزم من توصيف الموصوف به أو الإخبار به تكرّر إذ ليس معنى (زيد كاتب) مثلا أنّ زيدا هو زيد له الكتابة بل معناه أنّ زيدا مصداق لأمر وحدانيّ مبهم معنون بأنّ له الكتابة كقولنا في اللغة الفارسيّة (زيد نويسنده است). وهذا لا يفيد التكرار كما لا يخفى.
والحاصل أنّ المشتقّ موضوع لمعنى بسيط إدراكا وتصوّرا ولكنه قابل للتحليل إلى الذات والمبدأ عقلا فالقول بوضعه للمركّب ممنوع كالقول بأنّه موضوع للبسيط وليس بقابل للتحليل إلى الذات والمبدأ ضرورة انحلال الأمر المبهم إلى معنون وعنوان فلا تغفل.
استدلال السيّد الشريف على البساطة
ثمّ لا يخفى عليك أنّ استدلال السيّد الشريف على بساطة المشتقّ بالدليل العقليّ
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٤٠.