بحسب المفهوم وحدته إدراكا وتصوّرا بحيث لا يتصوّر عند تصوّره إلّا شيء ، واحد لا شيئان وإن انحلّ بتعمّل من العقل إلى شيئين ... الخ».
هو أنّ مورد الكلام هو البساطة اللحاظيّة والمفهوميّة لا البساطة الحقيقيّة والماهويّة ويؤيّده الاستدلال على البساطة بضرورة عدم تكرّر الموصوف في مثل (زيد الكاتب) ولزومه من التركّب وأخذ الشيء مصداقا أو مفهوما في مفهومه. ولكن مقتضى نقل استدلال المحقّق السيّد الشريف والنقض والإبرام حول كلامه هو أنّ محطّ المبحث هو البساطة الحقيقيّة والماهويّة. اللهمّ إلّا أن يكون نقل كلام المحقّق من باب المماشاة ثمّ اعترض عليه بقوله : إرشاد بأنّ محلّ الكلام هو البساطة اللحاظيّة والإدراكيّة لا البساطة الحقيقيّة في مفهوم المشتقّ. وكيف كان فقد عرفت أنّ البساطة الماهويّة والحقيقيّة خارجة عن محلّ البحث فإنّ البحث في المفاهيم العرفيّة واللغويّة للمشتقّات والبحث عن حقيقة الشيء وماهيّته يناسب الفلسفة لا مباحث الألفاظ المبتنية على الظهورات العرفيّة فلا تغفل.
الثاني : في الفرق بين المبدأ والمشتقّ
ولا يخفى عليك وضوح الفرق بين المشتقّ والمبدأ بعد ما مرّ في التنبيه الأوّل إذ المشتقّ هو أمر وحدانيّ قابل للتحليل إلى معنون مبهم وعنوان بخلاف المبدأ فإنّه ليس إلّا نفس العنوان ولذا لا يكون قابلا للحمل بدون إعمال العناية إذ لا اتّحاد بين ذات الموضوع والمبدأ الصادر منه أو الواقع عليه أو غير ذلك وأمّا المعنون المبهم فهو بنفسه أمر قابل للاتّحاد مع أيّ موضوع كان كما لا يخفى وهذا الفرق فرق جوهريّ بين المشتقّ والمبدأ لا فرق اعتباريّ بينهما ومع هذا الفرق الجوهريّ لا حاجة إلى الفرق الاعتباريّ مع ما فيه من الضعف كما سيأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى.
نعم من ذهب إلى عدم دلالة المشتقّ إلّا على نفس حيثيّة المبدأ لزم عليه بيان